كيف تكاثرت البشرية من ادم وحواء

اقتضت الحكمة الإلهية من الله -سبحانه وتعالى- تحريم زواج الأخ والأخت لما في ذلك من مفاسد أقلها الأمراض الوراثية التي يمكن أن تنتقل إلى الأجيال التالية بعد هذا الزواج، ولكن في بداية الخلق كان انتشار الأمراض أقل ما يمكن، وكان هناك أمان من انتقال الأمراض الوراثية بسبب كون البشرية لا تزال في بداية التكوين، وقد كان آدم -عليه السلام- يقوم بتزويج التوأم من البطن الواحدة بالتوأم من البطن الثانية ذكرًا وأنثى، واعتبر ذلك بمثابة القرابة مثل أبناء العم، ولكن لما زاد عدد البشر تم نسخ هذه الأحكام وتحريم الزواج بين الإخوة والأخوات.

شاهد أيضًا: ماهي الشجره التي اخرجت ابونا ادم من الجنه

هل كل البشر من نسل آدم عليه السلام

نعم، البشر جميعًا من نسل آدم عليه السلام، حيث لم يخلق الله سبحانه وتعالى من الأجناس العاقلة على الأرض إلا الإنس والجن، والجن يرون البشر، ولا يراهم البشر ويتكاثرون ويعقلون مثلهم في ذلك مثل البشر، ولكن لا توجد نصوص تبين كيفية تكاثرهم أو أعدادهم في الحمل والولادة، بينما البشر الذين هم من نسل آدم -عليه السلام- يتكاثرون بالزواج المعروف، وهناك بعض الأقوال أن يأجوج ومأجوج ليسوا من نسل آدم -عليه السلام- على الرغم من كونهم من البشر، ولكنها آراء ضعيفة لا أصل لها مأخوذة من الأساطير.

كيف تزوج قابيل وهابيل

ورد ذكر قصة ابني آدم -عليه السلام- في القرآن الكريم وكيف قتل قابيل أخاه هابيل، ويمكن تلخيص أقوال أهل العلم والتفاسير حول هذه القصة وسبب قتل الأخ لأخيه فيما يلي:

ذكرنا أن الشريعة في عصر آدم -عليه السلام- كانت تقوم على تزويج البنت في البطن بالولد من البطن الثانية والعكس.
كانت البنت التي ولدت مع قابيل في نفس البطن، والتي من المفترض أن يتزوجها أخوها هابيل أكثر جمالًا من البنت التي ولدت مع هابيل والمفترض أن يتزوجها قابيل.
حقد قابيل على أخيه، وطلب الزواج من البنت التي ولدت في نفس بطنه وهو يعد مخالف للشريعة الإلهية الموضوعة في ذلك العصر الأول.
اتفق الأخوان على تقديم قربان لله -سبحانه وتعالى- لمعرفة من يتقبله الله وكان علامة القبول في ذلك العصر نزول نار من السماء تحرق القربان، فيعرف الشخص الذي أحرقت النار قربانه أنه مقبول عند الله.
كان هابيل يعمل في رعي الغنم، فاختار أفضل وأكبر كبش لديه وقدمه قربانًا لله سبحانه، بينما كان قابيل يعمل في الزرع، فاختار من الزرع أرداه وأقله جودة وقدمه قربان.
نزلت النار من السماء، فأحرقت قربان هابيل وتركت قربان قابيل، فنفس على أخيه وقتله كما أوضح ذلك القرآن الكريم.

عائلة آدم عليه السلام

ذكر الكثير من المفسرين أن حواء عليها السلام ولدت لآدم عشرين بطنًا، وفي كل بطن كانت تلد توأماً، ومن ثم فقد ولدت حواء أربعين ولداً لآدم عليه السلام، ومن هذه العائلة انتشرت البشرة، وتكاثرت وزاد عددها لا سيما أن البشرية في ذلك العصر الأول كانت طويلة الأعمار، فكان الرجل والمرأة يعمرون مئات السنين وأبناؤهم كذلك وهو ما يزيد من سرعة التناسل والإنجاب، وإذا جمعنا إلى ذلك أن عمر البشرية غير معروف حتى الآن وأنه قد يكون ملايين السنين أو عشرات الملايين من السنين لا نتعجب عند رؤية كل هذا العدد من البشر.

إلى من ترجع أنساب بني آدم

كل ذرية آدم -عليه السلام- والبشر الموجودون في الوقت الحالي يرجعون في نسبهم إلى سيدنا نوح -عليه السلام- وذلك بنص القرآن الكريم، يقول الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ}[2]، فبعد الطوفان الذي كان في منطقة معينة من الأرض حيث كان سكان الأرض محدود ومنحصر في منطقة جغرافية محددة لم يتبق من البشرية إلى نوع -عليه السلام- وأبناؤه الذين آمنوا به وبعض البشر قلة ممن آمنوا به، وقد هلكت ذرية الآخرين ولم يتبق من البشرية إلا ذرية نوح -عليه السلام- وهم من يرجع إليهم نسب البشرية اليوم.

شاهد أيضًا: من هو اول اولاد ادم

قصة سيدنا آدم وأولاده

تتلخص قصة سيدنا آدم وأولاده، والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم في النقاط التالية:

خلق الله آدم -عليه السلام- وأسجد له الملائكة وأسكنه الجنة، وأمره بعدم الأكل من الشجرة.
خلق الله لآدم حواء لتؤنسه، ثم غوى آدم -عليه السلام- ونسي فأكل من الشجرة بعد إغواء الشيطان له وقسمه بالله أنها شجرة الخلد والملك الذي لا يبلى.
أهبط الله آدم -عليه السلام- إلى الأرض وجعل الدنيا دار بلاء، واختبار بالخير والشر ثم الموت ودخول الجنة للصالحين والنار للعاصين.
أنجبت حواء لآدم -عليه السلام- الكثير من الأولاد ومنهم قابيل وهابيل التي وردت قصتهم في القرآن الكريم.
حقد قابيل على أخيه هابيل، وقتله بسبب رغبته في الزواج من أخته التي لا تحل له.
استمرت البشرية في النمو والتكاثر، حتى مات آدم -عليه السلام- وأولاده كلهم على التوحيد.
مرت الأجيال، حتى أغوى الشيطان بنو آدم، وعبدوا الأصنام فأرسل الله -سبحانه وتعالى- لهم الرسل تباعًا بداية من نوح -عليه السلام- وختامًا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

تعرفنا بذلك على إجابة سؤال كيف تكاثرت البشرية من ادم وحواء، وكيف أن آدم -عليه السلام- كان يزوج البنت والولد من كل بطن بالبنت والولد من البطن الأخرى، وبينا أن كل البشر هم من نسل آدم عليه السلام، وعرضنا قصة قابيل وقتله لأخيه هابيل وقصة آدم عليه السلام وأولاده.