هل الادارة علم ام فن

هل الادارة علم ام فن

هل الادارة علم ام فن هكذا قد يتسائل المهتمون بعلم الإدارة عن ماهيتها ومقصدها الأصلي، وهل يجب على من يمارسها التحلي بشيء من الفن في التعامل مع أطياف الطبقات الإدارية ؟ أم أن الأمر يقتصر على كوْنها بعض الكلمات التي كُتبت على الأوراق دونما النظر إلى فاعلية التنفيذ العملي؟ أم أن الأمر قد يحتوي على العنصرين معًا بحيث أن الـمُنادي بها يتسم ببعض الصفات الإدارية الفنية كما أن لديه الخلفية الأكاديمية؟

هل الادارة علم ام فن

إن بحثنا عن علم الإدارة، وهل الادارة علم ام فن ؟ فسنجد أن الآراء قد اختلفت وتباينت، ولعلنا يجب أن نعلم طرفًا من كل مفهوم من هذين المفهومين لكي يتسنى لنا الحُكم على مُجريات الأمور، فإن كانت الإدارة هي في حد ذاتها علم فإن ذلك يرجع إلى أنها:

  •  تنبني على أساسٍ علمي ونظريات أكاديمية قد تم تحليلها بشكل مستفيض، وتحديد الأساليب العلمية في مواجهة المشاكل الإدارية القائمة.
  •  تحاول الإدارة من خلال هذا المنظور أن تُحدد وتُفسر وتُدقق النظر فيما تعاينه من صعوبات وعوائق ناتجة عن العمل من خلال قواعد وأصول منهجية وعلمية.
  • الوصول إلى مفهوم متوازن ونتائج صائبة تعالج المشاكل محل البحث دونما النظر إلى أي دوافع شخصية.
  • تتميز الإدارة وفقًا لهذا المنهج بالموضوعية والمرونة في وضع النظريات والافتراضات والنتائج العامة لحل المشكلة، كما أن لها رؤية وتنبؤ بما قد يحدث من مشكلة أو نتيجة وحل لها.
  •  تعضيد الناحية العلمية للإدارة يأتي أيضًا عن طريق إخضاع بعض الحالات للتجربة العملية كتجربة الكيمياء في المعامل، مثما يحدث في تطبيق المناهج الرياضية أو الإحصائية لتحليل ودراسة المشاكل الإدارية الطافية على السطح.

أما إن كانت الإدارة هي في حد ذاتها فن فإن ذلك يرجع إلى أنها:

  • تطبيقًا عمليًا للنظريات العلمية ولكن على مستوى الحالات والمشاكل الإدارية التي تواجهها فعليًا .
  •  يتميز من يمارسها بطريقة مهارية في الاستنباط والتحليل والتدقيق والعمل على حل المشكلة بطريقة فلسفية تؤدي إلى رضاء جميع أطراف المشكلة .
  •  يتضح من خلال هذا النهج أن من يقوم بعملية الإدارة يتمتع بصفات قيادية قد أهلته بشكل واضح على أن يقود مجموعة من الأفراد ليؤهلهم لخوض العديد من الممارسات الإدارية التي لم يكن في مقدرورهم خوضها بدونه.

إلى ماذا تنتمي الإدارة

لابد أن يكون هناك اختلاف في هذه الحياة ولا سيما في النواحي المتعلقة بالدراسات والتطبيقات المهنية ومجال الأعمال بوجهٍ عام، فمن ينادي بالإدارة كعلم له أسباب وكذلك من ينادي بأنها فن له أسباب وأخيرًا هناك من يرى أنها عبارة عن مهنة يستطيع المرء من خلالها أن يعيش تحت مظلة العمل الإداري، ولعل ذلك يدفعنا للتحقق من سؤال ما هي المهنة وماذا تقتضيها:

  •  تعتبر المهنة مجموعة من الأعمال والأفكار التي يقوم بها الفرد ويتميز فيها دون غيره.
  •  لم يتحصّل الفرد على هذه المهارات المهنية دون تدريب ولكن قد أتى ذلك بعد مشقة وزمن محدد وتدريب متواصل على العديد من مقتضيات المهنة.
  • الفرد الممارس للمهنة لديه سعة في التصرف ولديه حرية في الفِكر مما يؤهله لاعتباره ذو كفاءة عالية.
  •  تتعلق المهنة بخدمة الآخرين بشكل كبير، وفي العادة ما يكون لها ضوابط أخلاقية ومهنية تحدد مسارها.
  •  تتعلق بالمهنة بعض النقابات والهيئات المتخصصة التي عن طريقها يتم تحديد ضوابطها.
  •  مع تزايد حجم الأعمال وكثافة رأس المال الموجود بسوق العمل أصبحت الحاجة إلى المديرين ذوي الكفاءة المهنية والذين يتمتعون بقدرٍ من الدراسة والخبرة المهنية؛ مما يُرجح من اعتبار الإدارة مهنة.

هل الإدارة مهنة

إن السؤال: هل الادارة علم ام فن ؟ قد أصبح له طرفًا ثالثًا الآن فهناك من يرى أنها مهنة أيضًا؛ ولذلك يزداد اعتبار أن الإدارة مهنة لكوْنها تحقق التالي:

  •  توفير المدير الناجح الذي يستطيع أن يصل بالمؤسسة إلى بر الأمان عن طريق الكفاءة المهنية والخلفية الأكاديمية.
  •  الإدارة مهنة مثل أي مهنة حولنا في المجتمع وإن كانت تحتاج لشيءٍ من التدقيق والدراسة والبحث والذي قد يصعب على من لم يمتهن بها من قبل.
  •  الخبرة الإدارية يكون لها دور فعّال لصقل واجهة الإدارة كمهنة، فلا يُتصور أن هناك من يمتهن بالإدارة في منصب من المناصب العليا دون أن يكون له خبرة واسعة.
  • اعتبار الشخص الإداري ذو مهنة يُرسخ العلاقات بالمؤسسة بين جميع فئاتها نظرًا لتواجده المستمر مع وجود أي مشكلة قد تطرأ ومحاولة حلها في أسرع وقت ممكن، فالمواكبة والتواجد الفعّال عنصر أساسي لنجاح المهمة الإدارية ولا شك أنه يتوافر في الشخص المتصف بالإدارية المهنية.

مع خوضنا في تساؤل هل الادارة علم ام فن ؟ اتضح لنا أنها تعتبر مزيجًا من عدة عوامل أساسية ومساعدة، فلا يمكن اعتبار الإدارة علم فقط تعمل في مجال بعيد عن أرض الواقع مما يسبب مشاكل عملية لم تنتبه النظريات الأكاديمية لها، كما أنها لا يمكن أن نعتبرها فن فقط يمارسه الإداري دون الارتكاز على خلفية دراسية وعلمية لضوابطها، ثم أخيرًا لا يمكن اعتبارها مهنة فقط لا يتمتع حاملها بأي جوانب علمية أو معلوماتية أو فنية تؤهله لاحتلال هذا المركز؛ إذًا يجب أن يتمتع الإداري الناجح بالنواحي العلمية والنظرية والقدرة على حل المشاكل الواقعية من حوله وهو بذلك قد حقق هدف الإدارة لاستطاعته أن يكون ممتهنًا بها ولديه الخبرة الكافية لخوض غِمار المنافسات الخاصة والعامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *