الحركات في اللغة العربية

الحركات في اللغة العربية

الحركات في اللغة العربية، تتمتع اللغة العربية بالثراء على مستوى الشكل والمضمون معًا، وتمتلك مجموعة من المقومات والسمات التي تمنحها خصوصية عن اللغات الأخرى، ومنها الحركات التي هي عبارة عن أشكال وضوابط مكتوبة متعارف عليها عند أهل اللغة والعرب بصفة عامة، يتعرف القارئ من خلالها على النطق الصحيح للحرف وفق الحركة المدونة فوقه أو أسفله، وأول من دون تلك الحركات هو أبو الأسود الدؤلي خلال الحكم الأموي، وفي أثناء هذا المقال سنتعرف أكثر على طبيعة تلك الحركات ودلالاتها.

الحركات في اللغة العربية

تعرف اللغة العربية بثرائها اللامحدود، ويراها البعض ممن لم يغوصوا في بحارها ليستخرجوا لآلئها أنها لغة شديدة وقاسية بالغة الصعوبة، لكنها عند من تعلمها واستبحر في علومها أجمل اللغات وأكثرها شمولاً وتفردًا، وتتأثر معاني الألفاظ العربية بالضوابط والأشكال والرموز والحركات التي تضبط نطقها، فضبط حرف في كلمة بطريقة خاطئة يحول معناه من النقيض إلى النقيض، فاللغة العربية بالغة الحساسية، وتملأ بطون الكتب بإيضاح تلك الأمور، وضرورة ضبط الحركات والسكنات على الحروف يمنح اللغة العربية فاعلية أكبر، ولاسيما عند التعامل مع القرآن الكريم، الذي ينبغي أن يقرأ كما أنزل بحركاته وسكناته، وعلى النحو الذي قرأه النبي صلى الله عليه وسلم.

شاهد أيضًا: جدول علامات الإعراب في اللغة العربية الاصلية والفرعية

نظرة تاريخية على الحركات في اللغة العربية

بالطبع لم توضع الحركات كلها على النحو التي هي عليه الآن مرة واحدة، وإنما بدأ أبو الأسود الدؤلي برسم التشكيل الذي ضبط به الأحرف أول مرة بلون مختلف عن لون حبر الكلمات ولم تكن هناك نقاط وكان يميز بين الحروف المتشابهة بالنطق على النحو الذي علمهم إياه الرسول الكريم عندما نزل عليه الوحي المبارك، وكان الغرض الأسمى من وضع تلك الضوابط هو المحافظة على النطق الصحيح بعيدًا عن الأخطاء.

تطور الحركات في اللغة العربية

لم تقع الحركات في اللغة العربية على النمط والنحو الذي أنشئت عليه في زمن أبي الأسود الدؤلي، وإنما بدأت مع مرور الزمن تتطور عبر مراحل مختلفة، ففي المرحلة الثانية حل التنقيط محل الرمز التي وضعها أبو الأسود، ولم تتأصل الحركات بشكلها المعروف إلا في مرحلة متأخرة، وتطورت مع الوقت على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي، ثم قام العديد من العلماء من بعده بتطوير كتابة تلك الحركات حتى وصلت إلى الشكل والطريقة التي هي عليها الآن.

خصائص وسمات اللغة العربية

اللغة العربية هي المدخل لهذا الموضوع ومن هنا كان ينبغي أن نبدأ بالتعرف على بعض خصائص اللغة العربية، وما تتفوق به على بقية لغات العالم:

  • لغة القرآن الوحي الإلهي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
  • حفظها الله من الاندثار ومن الضعف والخلل لأنها وعاء لكتابه الذي تكفل بحفظه.
  • اللغة العربية من أقدم اللغات الحية، وتتمتع بمثالية كبيرة، وتحتوي على العديد من المزايا التي ليست لغيرها من اللغات التوافق الحركي واللساني.
  • اللغة العربية هي اللغة الرسمية كافة دول الوطن العربي.
  • لغة العربية أثر ظاهر على بقية اللغات المجاورة والفارسية والتركية واللغات الآسيوية.
  • سهلة التعلم والنطق، وسهلة البحث والاستقصاء.
  • تتميز بأن بها الكثير من الجماليات الخاصة بها والتي تتفرد بها دون غيرها من اللغات.
  • تحتل اللغة العربية المرتبة الرابعة في استخدامها داخل متصفحات البحث.
  • لغة العلوم والفقه والتاريخ العربي والإسلامي.
  • اللغة العربية هي لغة الشعائر الدينية كالصلاة والحج.
  • اللغة العربية لا تمتلك فقط الأهمية بل تكتسب القداسة عند الناطقين بها من المسلمين.
  • اللغة العربية تمتلك من الأساليب التي تمكن الشخص من استخدامها بكل مرونة.

شاهد أيضًا: عبارات عن اللغة العربية بالصور

حروف اللغة العربية

تعتبر الحروف هي العناصر الرئيسية للغة، والحروف العربية حصرها العلماء في ثمانية وعشرين حرفًا على الوجه الراجح، وزادها بعضهم إلى تسعة وعشرين حرفًا، وخفضها البعض إلى ستة وعشرين حرفًا، وقد تشكلت من تلك الحروف الكلمات، والتي جاءت منسجمة ومتناغمة من حيث المخارج، وقد نفرت العرب من كافة الكلمات التي تقاربت فيها مخارج الحروف المكونة لها، وتمتلك اللغة العربية مئات الآلاف من الألفاظ والمترادفات التي تختلف في بنيتها وعدد الحروف التي تكونت منها، وتختلف طريقة نطق الحرف الواحد باعتبار الحركة التي تضبطه، وعلى اللسان والشفاه أن ينصاع لتلك الحركة.

أنماط الحركات والسكنات في اللغة العربية

هناك أربعة أنماط الحركات في اللغة العربية، وهي (الفتح، والكسر، والضم، والسكون)، وعند ضبط الكلمات العربية بتلك الضوابط والحركات والسكنات لا بد من تذكر بعض الأمور ذات الصلة، وأهمها:

  • البداية والنشأة كانت على يد أبي الأسود الدؤلي، وتم تطويرها وتثبيتها بشكلها الحالي فيما بعد على يد العالم الموسوعي الخليل بن أحمد الفراهيدي.
  • طور المرحلة الأولى لنشأة الحركات في اللغة العربية كانت ترسم برموز حمراء مغايرة للون الحب التي كتبت به الأحرف، فكان الحرف الساكن مثلاً يضبط باللون الأحمر ليعرف بأنه ساكن.
  • تنوعت الحركات وتطورت طريقة كتابتها حتى وصلت إلى الشكل التي هي عليه الآن.
  • الحركات ضرورية للقراءة الصحيحة، وبدونها عادة ما يقع الشخص في الخطأ، وخاصة في الأحرف المتشابهة، والألفاظ المتشابهة.
  • تعد الضوابط الأربعة المذكورة هي أقوى الحركات، وأكثرها انتشارًا، لخلافًا لحركات المدود، والهمزات التي يقتصر بعضها على تخصصات الصرف والقراءات والتجويد وغيرها من العلوم.

طريقة ضبط الحروف بالحركات والسكنات

في حال التعرف على الطريقة الصحيحة والسليمة لضبط الحروف بالحركات والسكنات بدون أخطاء، ينبغي السير وفق حزمة من الخطوات الهامة التي تتوصل بالنهاية إلى الضبط والتشكيل المثالي للحروف، وهي:

  • الإنصات بشكل متأنٍ العبارة أو الجملة التي يريد القارئ قراءتها وضبطها، وقراءتها سرًا، وتقدير الفاعل من المفعول، ومن ثم الضبط في المخيلة، ثم القراءة بصوت أعلى بطريقة صحيحة.
  • ينبغي القراءة أولاً على شخص لديه خبرة بالقراءة الصحيحة وخاصة بالقرآن والنصوص المروية عن العرب والأشعار والقصص والخطب، حتى يقوم هذا الشخص بتصويب الأخطاء.
  • مراجعة المعاجم من وقت لآخر لمعرفة الطريقة الصحيحة لنطق الكلمات ومشتقاتها ومعانيها.
  • لا بد من قراءة الجملة كاملة لمعرفة الضبط الصحيح، وضبط حركات الكلمة، يتوقف على معناها داخل الجملة، فكلمة (بر) يختلف ضبط أولها وفق الجملة والمعنى التي سيقت فيه.
  • معرفة القواعد النحوية والصرفية هي التي تساهم في معرفة الضبط الجيد للأحرف.
  • التشكيل الأساسي للأحرف يكون وفق الضوابط التالية: الحرف المرفوع هو وضع ضمة، والحرف المكسور على وضع الكسرة، والحرف المفتوح على وضع الفتحة، والسكون إذا كان الحرف في حالة الجزم.

شاهد أيضًا: بحث عن يوم اللغة العربية كامل 2023

ترتيب الحركات وفق القوة والضعف

تتكون الحركات في اللغة العربية، وتم تحديدها في أربع حركات، وهي تختلف في القوة والضعف، وترتيبها بحسب القوة والضعف يكون على الشكل التالي:

حركة الكسرة

وهي أقوى الحركات، وتقع تحت الحرف من الكلمة، وتكون على هيئة الشرطة المستوية، وترسم على هذا النحو (_).، وهي تستخدم عادة مع الأحرف المخفوضة أي المجرورة بحرف أو إضافة أو تبعية، وتكون ممتدة بشكل مائل في النطق ومن خلال نبرة الصوت.

حركة الضمة

وهي من الحركات الأساسية والهامة، وتوضع أعلى الحرف، وتكون على صورة الواو الصغيرة، وتكون مزدوجة الواوين في حالة التنوين، وترسم على هذا النحو (و)، وتكون صغيرة الحجم، ويزن الفم أي يغلق عند النطق بها، وتكون في الكلمات المرفوعة، والفاعل ونائب الفاعل والمبتدأ والخبر توابع المرفوع.

حركة الفتحة

وهي التالية للكسرة والضمة من حيث القوة، وترسم على هيئة شرطة مستوية توضع عند الضبط أعلى الحرف المضبوط بالنصب كالمفعول به، خبر الفعل الناسخ كان وأخواتها، واسم بعض الحروف الناسخة كان وأخواتها، وترسم هكذا (-).

السكون

وهو من الضوابط الرخوة التي توضع فوق الكلمات الساكنة الآخر، وتكون في حالة جزم أو ثبات، وترسم على هيئة حلقة صغيرة مغلقة في الرسم العادي وغير مغلقة في الرسم العثماني للمصحف، وترسم على الحرف الساكن في الكلمات المجزومة لكونها مسبوقة بحرف جزم، أو الأفعال الواقعة شرطًا أو جوابًا الأدوات الجازمة لفعلين من أدوات الجزم.

فوائد وأهمية الحركات في اللغة العربية

باتت الحركات في اللغة العربية ضرورية، وخاصة عند تعليم المبتدئين للقراءة الصحيحة، وهي التي على أساسها يضبط إعراب الكلمة، ومن خلالها يمكن التعرف على وضع الكلمة في الجملة، وتختلف الحركات وفقًا لنوعها، وخاصة مع تزايد أنماط وأشكال الحركات الفرعية كالمد والشد وحركات الهمزات، وأنماط وأشكال التنوين المختلفة، وحركات الوصل والقطع وغيرها مما لحق بنشاط الحركات في اللغة العربية.

شاهد أيضًا: بحث عن اللغة العربية وأهميتها

مهارة وضع الحركات في اللغة العربية

يكتسب القارئ والكاتب العديد من المهارات التي من خلالها يستطيع ضبط الكلمات بدون الحاجة إلى وضع الحركات في كل مرة، وذلك من خلال القراءة المتنامية والمتتابعة والاطلاع الدائم على قواعد النحو والصرف، وقواعد التدقيق اللغوي والإملائي وغيرها من العلوم التي من خلالها يستطيع القارئ والكاتب اكتساب الكثير من المهارات التي تعينه على التغلب على مشكلة الضبط، وتصير عملية ضبط الحركات من العمليات السهلة التي تحتاج إلى مجهود أو وقت طويل إدراكها.

درجات الحركات في اللغة العربية

تختلف الحركات في اللغة العربية وفق درجتها فالكسرة تقع في المرتبة الأولى تليها الضمة، ثم تأتي الفتحة في المرتبة الثالثة، بينما يحتل السكون المرتبة الأخيرة في سلم ضبط أحرف اللغة العربية، ومن خلال التعرف على تلك الحركات ومرتبها يمكن التوصل للنطق الصحيح، ومن ثم فهم المعنى الحقيقي للكلمة بعيدًا عن الالتباس الذي يقع فيه القارئ في حال عدم معرفته الكافية بضبط تشكيل الأحرف والكلمات المختلفة في اللغة العربية، في تغيير حركة واحدة كافٍ لتغيير معنى الجملة والعبارة.

اختصارات الحركات في اللغة العربية

مع تطور التكنولوجيا واختراع الحاسب الآلي والهاتف، والاتجاه نحو تحرير النصوص على الحاسب الآلي والهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، ويمكن التوصل إلى تلك الاختصارات والعمل على تعلمها من خلال التعرف عليها وهي على النحو التالي:

  • الضغط على كل من  SHIFT & X. بطريقة مزدوجة ومتزامنة للحصول على السكون.
  • الضغط على كل من SHIFT & Q. بطريقة مزدوجة ومتزامنة للحصول على حركة الفتح.
  • الضغط على كل من SHIFT & A. بطريقة مزدوجة ومتزامنة للحصول على حركة الكسر.
  • الضغط على كل من SHIFT & E بطريقة مزدوجة ومتزامنة للحصول على حركة الضم.

وتلك هي اختصارات الحركات الأساسية، بخلاف العديد من الاختصارات الكثيرة والتي يمكن الرجوع إليها، والخاصة بلوحة المفاتيح والتي تتيح للمستخدم الكثير من الاختصارات التي يهتدي بها للكثير من الرموز الخاصة بالشدة والمدة والتنوين، وغير ذلك.

شاهد أيضًا: تقرير عن اهمية اللغة العربية 2023

وفي ختام مقالنا عن الحركات في اللغة العربية نكون قد تعرفنا على المزيد من المعلومات المتوافرة عن تلك الحركات، وأشكالها، وطريقة كتابتها وتدوينها وأنواعها وحكمها من حيث القوة والضعف، وأهمية تلك الحركات، وكيفية اكتسابها، والمهارات المصاحبة لها، كل ذلك مع استقراء تاريخي لظهور تلك الحركات وتطورها حتى وصلت للشكل التي هي عليه الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *