حكم تقديم هدية في عيد الام

حكم تقديم هدية في عيد الام

حكم تقديم هدية في عيد الام هو من الأحكام المهمة التي تتعلق بعيد الأم والتي يتساءل عنها الكثير من الناس مع اقتراب موعد عيد الأم في كل عام ميلادي، حيث يقوم الكثير من الأشخاص بتقديم أجمل الهدايا للأمهات بهذه المناسبة العظيمة، وفي هذا المقال من موقع مقالاتي سوف نتحدّث بالتفصيل عن عيد الأم وعن حكم اهداء الام في عيد الام كما سوف نتحدث عن ما حكم عيد الام في الاسلام بالإضافة إلى الحديث عن مكانة الإسلام في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

ما هو عيد الأم

إنَّ عيد الأم هو واحد من الأعياد التي يتفق على الاحتفال بها شعوب الأرض بأكملها، وهو يوم يتم فيه تقديم الهدايا وتقديم أسمى أشكال الشكر والامتنان للأمهات على العطاء والبذل الكبير الذي تقدمه الأم للأبناء في التربية والتنشئة، وجدير بالقول إنَّ هذا العيد مُدرج بشكل رسمي في قائمة المناسبات الدولة التي يتم الاحتفال بها في كل عام ميلادي في جميع أنحاء العالم، وهو من الأعياد المعترف بها في هيئة الأمم المتحدة، أمَّا فيما يتعلّق بتاريخ عيد الأم فيختلف موعد هذا العيد بين شعب وآخر ودولة وأخرى، ففي البلاد العربيّة يتمّ الاحتفال بهذا اليوم في يوم الحادي والعشرين من شهر مارس آذار من كل عام، في حين يتمّ الاحتفال به في بلاد أخرى في شهر أبريل أو شهر مايو أو شهر ديسمبر وغير ذلك. [1]

حكم تقديم هدية في عيد الام

إنَّ تقديم الهدية للأم في عيد الأم غير جائز من باب الابتعاد عن الشبهة، حيث إنّ الاحتفال بعيد الأم غير مباح في الشرع الإسلامي، بينما الهدية مُباحة ومُستحبة فهي من الأشياء التي تزيد من روابط المحبة والألفة بين الناس، ولذلك فمن أراد أن يقدم هدية لأمه فعليه أن يؤخر تقديم الهدية يومًا عن عيد الحب أو يقدمها، فيعطي أمه الهدية قبل عيد الحب أو بعده، ولا يعطيها إيّاها في ذات يوم عيد الحب حتّى لا يقع في المحظور، وهنا تجب الإشارة إلى أنّ الرسول -صلَّى الله عليه وسلّم- حثّ المسلمين على التهادي وتقديم الهدايا لبعضهم بعضًا لأنّها تنشر الحب بين الناس، قال صلَّى الله عليه وسلّم: “تهادَوا تحابُّوا” [2] فلا حرج لو أنّ المسلم قدّم الهدايا لأمه أو أي قريب منه ولكن يجب ألّا يربط هذه الهدية بأيّة مناسبة لم ترد في الإسلام فيكون عمله بدعة والعياذ بالله، والله أعلم. [3]

شاهد أيضًا: حكم الاحتفال بعيد الام ابن باز

حكم تقديم الهدايا في غير عيد الأم

إنّ تقديم الهدايا في الإسلام من الأمور المباحة التي حث عليه الشرع الإسلامي لما لها من مكانة عظيمة وأهمية كبيرة، فهي تزرع المحبة بين قلوب الناس أجمعين، وتزيد من روابط الألفة والمودة بين المسلمين، لذا فما أعظم أن يقوم المسلم بتذكر أخيه المسلم بهدية يعبر له فيها عن الحب والمودة الكبيرة التي تسكن قلبه، وجدير بالقول إنَّه من الأفضل ألّا يربط المسلم هذه الهدية مع أي مناسبة من المناسبات المبتدعة التي أدخلت على الشرع الإسلامي وهي ليست فيه، كعيد الأم أو عيد الأب أو عيد المعلم وغير ذلك من الأعياد التي لا أصل ولا أساس لها في الشرع الإسلامي، والله تعالى أعلم. [4]

هل عيد الأم بدعة

إنَّ عيد الحب بدعة من البدع كما أجمع أهل العلم والفقه في الإسلام، وهذا قول الغالبية مع أنّ قسمًا من العلماء أيّد الاحتفال بعيد الأم مستدلًا ببعض الأدلة، ولكنّ الغالب حرّم الاحتفال بهذا العيد بوصفه بدعة من البدع التي لا أصل لها في الشرع الإسلامي، وفيما يأتي نذكر بعض أقوال أهل العلم في موضوع الاحتفال بعيد الأم وكون هذا العيد بدعة:

  • قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- عن عيد الأم:

إن كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدع حادثة لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح وربما يكون منشؤها من غير المسلمين أيضًا؛ فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى، والأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام، وهي عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد الأسبوع (يوم الجمعة) وليس في الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة، وكل أعياد أحدثت سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها وباطلة في شريعة الله سبحانه وتعالى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)؛ أي: مردود عليه غير مقبول عند الله وفي لفظ: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)، وإذا تبين ذلك فإنه لا يجوز في العيد الذي ذكر في السؤال والمسمى عيد الأم، لا يجوز فيه إحداث شيء من شعائر العيد، كإظهار الفرح والسرور، وتقديم الهدايا وما أشبه ذلك…

  • وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية:

لا يجوز الاحتفال بما يسمى (عيد الأم) ولا نحوه من الأعياد المبتدعة لقول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)، وليس الاحتفال بعيد الأم من عمله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولا من عمل أصحابه رضي الله عنهم ولا من عمل سلف الأمة، وإنما هو بدعة وتشبه بالكفار.

شاهد أيضًا: هل عيد الام حرام ام حلال

هل يجوز الاحتفال بعيد الأم

انقسم أهل العلم في موضوع الاحتفال بعيد الأم في قسمين اثنين، الأول أيّد الاحتفال به والثاني حرّمه، وفيما يأتي نتحدث ونفصل في هذين القولين والرأيين:

  • الرأي الأول (المبيحون): إنّ المؤيدين لعيد الأم هم دار الإفتاء في مصر والمجلس الإسلامي للإفتاء في القدس، وقد استدلّ أصحاب هذا القول بقول الله رب العالمين: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. [5]
  • الرأي الثاني (المانعون): أمّا القسم الأكبر من أهل العلم فقد حرّم الاحتفال بعيد الأم لأنه بدعة من البدع التي لم ترد في الشرع الإسلامي في أي نص قرآني، واستدلّ أصحاب هذا القول بقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم: “مَن أحْدَثَ في أمْرِنا هذا ما ليسَ منه فَهو رَدٌّ”. [6]

آيات عن مكانة الأم في الإسلام

لقد وردت الكثير من الآيات القرآنية المباركة التي أظهرت مكانة الأم في الإسلام، وهي آيات تحدثت عن ضرورة بر الوالدين والإحسان إليهما، ومن هذه الآيات ما سيأتي:

  • قال تعالى في سورة لقمان: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [7]

أحاديث عن مكانة الأم في الإسلام

أمّا الأحاديث النبوية التي تحدثت عن مكانة الأم في السنة النبوية الشريفة، فهي الأحاديث الآتية:

  • ورد عن الصحابي الجليل أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: “جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أَبُوكَ. وفي حَديثِ قُتَيْبَةَ: مَن أَحَقُّ بحُسْنِ صَحَابَتي وَلَمْ يَذْكُرِ النَّاسَ” [8]

بهذه الأحاديث والآيات نختم هذا المقال الذي سلّطنا فيه الضوء على تعريف عيد الأم وعلى حكم تقديم هدية في عيد الام بالإضافة إلى الحديث عن حكم تقديم الهدايا في غير عيد الأم والحديث عن الاحتفال بعيد الأم وعن مكانة الأم في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com , يوم الأم , 22/03/2024
  2. ^ النوافح العطرة , محمد جار الله الصعدي، أبو هريرة، 108، حسن
  3. ^ saaid.net , حكم إهداء الأم في ما يسمى بعيد الأم , 22/03/2024
  4. ^ islamweb.net , حكم تقديم الهدايا قبل المناسبات المبتدعة أو بعدها , 22/03/2024
  5. ^ سورة الأحقاف , الآية 15.
  6. ^ صحيح مسلم , مسلم، عائشة أم المؤمنين، 1718، صحيح.
  7. ^ سورة لقمان , الآية 14، 15.
  8. ^ صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 2548، صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *