حكم زكاة الفطر في المذاهب الأربعة

حكم زكاة الفطر في المذاهب الأربعة

حكم زكاة الفطر في المذاهب الأربعة من الأمور المهمّة جدًا؛ حيث ينبغي على المسلم بمجرّد دخول الشهر الفضيل أن يتعلّم ما حكم زكاة الفطر وما مقدارها ومتى وقتها؛ فزكاة الفطر هي الزكاة التي تجب بالفطر من شهر رمضان، وقد سمّيت بالزكاة لما فيها من تزكية للنفس، ونماء للمال، وجبر للنقص. وفي هذا المقال سيبيّن موقع مقالاتي حكم زكاة الفطر في المذاهب الأربعة.

حكم زكاة الفطر في المذاهب الأربعة

ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ زكاة الفطر واجبة على كلّ مسلم، واستدلّوا على ذلك بحديث ابن عمر -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِن رَمَضَانَ علَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ المُسْلِمِينَ حُرٍّ، أَوْ عَبْدٍ، أَوْ رَجُلٍ، أَوِ امْرَأَةٍ، صَغِيرٍ، أَوْ كَبِيرٍ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ)؛[1] وهذا الحديث استدلّ به الحنفيّة والشافعية والحنابلة وفي قول للإمام مالك على وجوب زكاة الفطر، وفي قول في المذهب المالكي (مقابل للقول المشهور) أنّها سنّة مؤكّدة، وقد استبعد الدسوقي هذا الحكم.[2]

اقرأ أيضًا: افضل وقت لاخراج زكاة الفطر

حكم إخراج زكاة الفطر نقدا في المذاهب الأربعة

ذهب جمهور الفقهاء من الشافعية والمالكية والحنابلة إلى أنّه لا يجوز إخراج زكاة الفطر بالقيمة (نقدًا)؛ لعدم وجود نص يدلّ على ذلك، كما أنّهم قالوا أنّ القيمة في حقوق الناس لا تجوز إلا بالتراضي، وفي صدقة الفطر لا يوجد من يُطلب رضاءه أو إبراءه؛ لعدم وجود مالك معيّن.[3]

لكن ذهب الأحناف إلى أن إخراج زكاة الفطر بالقيمة النقدية جائز، بل إنه الأفضل لأنّ الفقير قد لا يكون محتاجًا للشعير أو البر أو نحوه، وعند إعطائه المال يستطيع أن يشتري ما يريده في العيد من الملابس أو اللحم أو غير ذلك؛ حتى من أن يكون الأمر شاقًا عليه في أن يبيع الحبوب ليشتري في ثمنه ما يريد، هذا في حال توفّر الحبوب في الأسواق، أمّا في حال قلّتها فالأفضل عندهم إخراج العين لا القيمة.[3]

شاهد أيضًا: مقدار الصاع في زكاة الفطر بالكيلو

حكمة مشروعية زكاة الفطر

لزكاة الفطر مجموعة من الأمور التي يمكن اعتبارها الحكمة من مشروعيتها منها ما يأتي:[4]

  • تطهير النفس؛ حيث تطهّر الزكاة النفس مما فيها من الشُّحِّ والأخلاق الرديئة.
  • تكميل أجْر الصائم.
  • تنمية العمل الصالح الذي يقوم به المسلم في رمضان.
  • تطهير الصيام ممَّا يمكن أن يؤثِّر فيه أو ينقص من ثوابه من الرَّفَث واللغو ونحوهما.
  • مواساة للفقراء والمساكين، وإغناءً لهم عن ذُلِّ الحاجة والسؤال يوم العيد.
  • إِظْهارُ شُكْرِ اللّٰهِ -تَعالَى- عَلَى النِعَمِ بِأَنْ تَمَكَّنَ مِنْ إِتْمامِ الصِيامِ فِي شَهْرِ رَمَضانَ، أَنْ يَسِرَ لَهُ فِيهِ الصِيامَ وَالقِيامَ، وَفِعْلَ الأَعْمالِ الصالِحَةِ.
  • إِظْهارُ شُكْرِ اللّٰهِ -تَعالَى- عَلَى النِعَمِ بِأَنْ تَمَكَّنَ مِنْ إِتْمامِ الصِيامِ فِي شَهْرِ رَمَضانَ، أَنْ يَسِرَ لَهُ فِيهِ الصِيامَ وَالقِيامَ، وَفِعْلَ الأَعْمالِ الصالِحَةِ.
  • إشاعة المحبَّة بين شرائح المجتمع المسلم.

وفي نهاية هذا المقال، نكون قد بيّنا حكم زكاة الفطر في المذاهب الأربعة ؛ الأحناف والمالكية والشافعية والحنابلة، ثمّ سلّطنا الضوء على حكم إخراجها بالقيمة، وعلى حكمة مشروعيّتها.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم , مسلم، عبد الله بن عمر، 984، صحيح
  2. ^ al-maktaba.org , كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية/ زكاة الفطر , 17/03/2024
  3. ^ al-maktaba.org , كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية/ أداء القيمة , 17/03/2024
  4. ^ alukah.net , زكاة الفطر , 17/03/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *