كم عدد ابواب الجنة وما اسماؤها

كم عدد ابواب الجنة وما اسماؤها، فمن المعلوم بالضرورة لكل مسلم أنّ للجنة أبواب يدخل منها المسلمون الذين تشملهم رحمة الله -سبحانه وتعالى- يوم القيامة، فكم هو عدد تلك الأبواب وهل لها أسماء مذكورة في الكتاب أو السنة، في هذا المقال يتوقف موقع مقالاتي مع بيان عددِ أبوابِ الجنّة التي يدخل منها الفائزون يوم القيامة، إضافة للوقوف على أسمائها وما يتعلق بها من أمور.

كم عدد ابواب الجنة

إنّ عدد أبواب الجنة هي ثمانية أبواب كما صحّ في السنة النبوية المطهرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث الذي أخرجه الإمامان البخاري ومسلم يروي عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “مَن قالَ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وأنَّ عِيسَى عبدُ اللهِ، وابنُ أمَتِهِ، وكَلِمَتُهُ ألْقاها إلى مَرْيَمَ ورُوحٌ منه، وأنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ، وأنَّ النَّارَ حَقٌّ، أدْخَلَهُ اللهُ مِن أيِّ أبْوابِ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةِ شاءَ”،[1] والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: كم عدد درجات الجنة وما هي أسماؤها

ما أسماء أبواب الجنة

إنّ أسماء أبواب الجنة فيه خلاف بين العلماء، فقد اتفقوا على تسمية أربعة منها لورود أسمائها صريحة في حديث نبوي، فيقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: “مَن أنْفَقَ زَوْجَيْنِ في سَبيلِ اللهِ، نُودِيَ مِن أبْوَابِ الجَنَّةِ: يا عَبْدَ اللهِ هذا خَيْرٌ، فمَن كانَ مِن أهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِن بَابِ الصَّلَاةِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِن بَابِ الجِهَادِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِن بَابِ الرَّيَّانِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِن بَابِ الصَّدَقَةِ، فَقالَ أبو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عنْه: بأَبِي أنْتَ وأُمِّي يا رَسولَ اللهِ ما علَى مَن دُعِيَ مِن تِلكَ الأبْوَابِ مِن ضَرُورَةٍ، فَهلْ يُدْعَى أحَدٌ مِن تِلكَ الأبْوَابِ كُلِّهَا، قالَ: نَعَمْ وأَرْجُو أنْ تَكُونَ منهمْ”.[3][2]

وأمّا الأربعة الأخرى فلها أسماء اختلف العلماء في أسمائها، فقيل هي: “باب التوبة وباب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وباب الراضين وباب الأيمن”، وقيل: “باب الحج، وباب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، وباب الأيمن، وباب الذكر أو قيل باب العلم”، والله أعلم، وسبب الاختلاف في هذه الأسماء أنّ ما ورد فيها هو أحاديث تومئ بأسمائها ولا تصرّح، ففي حديث الشفاعة يقول صلى الله عليه وسلم: “فيُقَالُ: يا مُحَمَّدُ أدْخِلْ مِن أُمَّتِكَ مَن لا حِسَابَ عليهم مِنَ البَابِ الأيْمَنِ مِن أبْوَابِ الجَنَّةِ، وهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيما سِوَى ذلكَ مِنَ الأبْوَابِ”،[4] وفي حديث آخر يروي الحسن البصري في حديث مُرسل: “إنَّ للهِ بابًا في الجنَّةِ لا يَدخل إلَّا مَن عَفا عن مظلِمةٍ”،[5] والله أعلم.[2]

شاهد أيضا: ماهو اول طعام ياكله اهل الجنة

سعة أبواب الجنة

إنّ أبواب الجنة ورد في سعتها أحاديث كثيرة مختلفة في المدى الذي حدَّدَتهُ، فمنها ما جعَلَ المسافة بين مصراعي الباب الواحد مسبرة أربعين سنة، ومنها ما جعلها مسيرة سبع سنين ومنها غير ذلك، وتفصيلها كما يأتي:[6]

• بين المصراعين مسيرة أربعين سنة: وذلك لما جاء في الحديث: “ما بينَ مِصراعينِ من مصاريعِ الجنَّةِ مسيرةُ أربعينَ عامًا، وليأتِيَنَّ عليهِ يومٌ وإنَّهُ لَكَظيظٌ”.[7]
• بين المصراعين مسيرة سبع سنوات: ففي الحديث الذي أخرجه ابن حبان في صحيحه يقول صلى الله عليه وسلم: “ما بَيْنَ مِصْراعَيْنِ مِن مَصاريعِ الجنَّةِ مسيرةُ سَبْعِ سِنينَ”.[8]
• بين المصراعين مسافة ما بين مكة وهجر أو بصرى: ففي حديث الشفاعة الطويل الذي أخرجه الإمام البخاري يقول صلى الله عليه وسلم: “ثُمَّ يُقَالُ: يا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ فأرْفَعُ رَأْسِي، فأقُولُ: أُمَّتي يا رَبِّ، أُمَّتي يا رَبِّ، أُمَّتي يا رَبِّ، فيُقَالُ: يا مُحَمَّدُ أدْخِلْ مِن أُمَّتِكَ مَن لا حِسَابَ عليهم مِنَ البَابِ الأيْمَنِ مِن أبْوَابِ الجَنَّةِ، وهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيما سِوَى ذلكَ مِنَ الأبْوَابِ، ثُمَّ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنَّ ما بيْنَ المِصْرَاعَيْنِ مِن مَصَارِيعِ الجَنَّةِ، كما بيْنَ مَكَّةَ وحِمْيَرَ -أوْ كما بيْنَ مَكَّةَ وبُصْرَى-“.[4]

شاهد أيضا: من اول من يقرع باب الجنة

أوقات فتح أبواب الجنة

هنالك أوقات تفتح فيها الجنة أبوابها كما صحّ في الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن تلك الأوقات:[9]

• الاثنين والخميس: وذلك لما جاء في الحديث الصحيح الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم: “تُفْتَحُ أبْوابُ الجَنَّةِ يَومَ الاثْنَيْنِ، ويَومَ الخَمِيسِ، فيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا، إلَّا رَجُلًا كانَتْ بيْنَهُ وبيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ، فيُقالُ: أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا، أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا، أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا”.[10]
• في رمضان: وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه: “إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أبْوَابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوَابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ”.[11]
• عند وضوء المسلم: وقد ورد ذلك في حديث صحيح يقول فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عقبة بن عامر رضي الله عنه: “ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ”،[12] والله أعلم.

شاهد أيضا: ما هو شراب اهل الجنة

درجات الجنة

إنّ الجنة درجات كما ورد في صحيح السنة النبوية المطهرة، فقد صحّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ الجنة مئة درجة، واعلاها هي الفردوس، فيقول صلى الله عليه وسلم: “ذرِ النَّاسَ يَعمَلونَ، فإنَّ الجنَّةَ مائةُ درجةٍ، ما بينَ كلِّ درجتينِ كما بينَ السَّماءِ والأرضِ، والفِردَوْسُ أعلاها درَجةً وأوسَطُها، وفَوقَها عرشُ الرَّحْمنِ، ومِنها تُفَجَّرُ أنْهارُ الجنَّةِ، فإذا سألتُمُ اللهَ فاسألوهُ الفِردَوسَ”.[13][14]

وفي هذه الدرجات يتفاضل الناس بحسب أعمالهم، وقد يصل بعض العباد لدؤجة الأنبياء، ففي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: “إنَّ أهْلَ الجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أهْلَ الغُرَفِ مِن فَوْقِهِمْ، كما يَتَرَاءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَابِرَ في الأُفُقِ، مِنَ المَشْرِقِ أوِ المَغْرِبِ؛ لِتَفَاضُلِ ما بيْنَهُمْ. قالوا: يا رَسولَ اللهِ، تِلكَ مَنَازِلُ الأنْبِيَاءِ لا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ؟ قالَ: بَلَى، والذي نَفْسِي بيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا باللهِ وصَدَّقُوا المُرْسَلِينَ”،[15] وفي الجنة ما لا عين رات ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، يقول عليه الصلاة والسلام: “قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: أعْدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالِحِينَ، ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ. قالَ أبو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}”،[16] والله أعلم.[14]

شاهد أيضا: من هو خازن الجنة ومن هو خازن النار

صفات الجنة المذكورة في القرآن

وصف القرآن الكريم الجنة بصفات كثيرة وفقًا لجزاء المؤمنين فيها، فمن تلك الصفات أنّها:[17]

• دار الرزق بغير حساب: وذلك في قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ}.[18]
• دار الخلود: وذلك في قوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}.[19]
• تجري من تحتها الأنهار: وذلك في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا}.[20]
• دار لا غلّ فيها: وذلك في قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.[21]

شاهد أيضا: من هم الثلاثة الذين تشتاق لهم الجنة

وإلى هنا يكون قد تم مقال كم عدد ابواب الجنة وما اسماؤها، بعد الوقوف على عدد أبواب الجنة كما ورد في صحيح السنة النبوية المطهرة، بالإضافة للوقوف على أسماء تلك الأبواب المتفق عليه والمُختلف فيه وغير ذلك مما يتعلق بالجنة وأبوابها.