ما هو التعجل في الحج وهل يلزم المتعجل المبيت بمنى

ما هو التعجل في الحج

ما هو التعجل في الحج وهل يلزم المتعجل المبيت بمنى، فكما سائر العبادات الأخرى التي فرضها الله تعالى على المسلمين، وأباح فيها بعض الجوازات حتى لا تقع على المسلم المشقة، فقد أباح الله -عز وجل- عدة رخص في فريضة الحج المبارك إلى بيته الحرام، على بعض الواجبات التي يجوز فيها ذلك وفق ما بينه الشرع الإسلامي، ومنها رخصة التعجل التي يتوجب عليها عدة أحكام، وفي مقالنا هذا عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على معنى التعجل وأهم أحكامه.

ما هو التعجل في الحج

التعجل في الحج هو رخصة أباحها الله للحاج في اليوم الثاني من أيام الرمي، فأيام الرمي ثلاثة أيام ويرمي فيها الحاج الجمرات لمدة ثلاثة أيام تعرف باسم أيام التشريق، وهي أيام الثاني والثالث والرابع من أيام العيد، أي الأيام الحادي والثاني والثالث عشر من ذي الحجة، والتعجل يكون في اليوم الثاني من أيام الرمي أو أيام العيد، أي في اليوم الثالث عشر من أيام ذي الحجة، فيرمي جمرات هذا اليوم ويغادر في وقت محدد، وإلا وجب عليه المبيت وَالانتظار لليوم التالي، حتى يقوم بإكمال عدة الرمي.[1]

شاهد أيضًا: حكم طواف الوداع للحاج والمعتمر

هل يلزم المتعجل المبيت بمنى

لا يلزم المتعجل المبيت بمنى إلا إذا لم يغادر قبل مغيب شمس اليوم الثاني من أيام الرمي، فهذه الرخصة التي أباحها الله تعالى مشروطة بالوقت، ووقتها قبل مغيب شمس اليوم الثاني عشر، أي اليوم الثاني من أيام رمي الجمرات وهو من أيام التشريق الثلاثة التي تأتي بعد يوم العيد، فإذا لم يغادر الحاج قبل ذلك، وجب عليه المبيت في منى والانتظار لرمي الجمرات في اليوم التالي، والله أعلم.[1]

حكم من غادر ليلة الثاني عشر

من غادر ليلة الثاني عشر يتوجب عليه التوبة والاستغفار والصدقة، لأنه خالف شرط التعجل الذي أباحه الله تعالى، وهو كما ذكرناه سابقاً قبل مغيب شمس يوم الثاني عشر، وهذا ما أفتى بهم أهل العلم بهذه المسألة، ومن بينهم الإمام ابن باز -رحمه الله تعالى، الذي قال إن الأفضل أن يذبح ليخرج من الخلاف الذي جاء بين العلماء على بعض أحكام هذه المسألة، إذ قال في فتواه: “وإن فدى عن ذلك كان أحوط لما فيه من الخروج من الخلاف؛ لأن بعض أهل العلم يرى عليه دمًا بترك ليلة واحدة من ليلتي الحادي عشر والثاني عشر بغير عذر شرعي”، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: حكم المبيت بمنى ايام التشريق

حكم التعجل في الحج

يجوز التعجل في الحج في اليوم الثاني من أيام التشريق، وهذه رخصة أباحها الله -عز وجل- للحجاج، ودليل ذلك قول الله تعالى في كتابه العزيز: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}[2]، والمقصود بالتعجيل هو التعجيل بدءاً من ثاني أيام التشريق أو أيام رمي الجمرات وفق ما حدد الله تعالى في الآية الكريمة، وعليه فإن التعجيل قبل ذلك بيوم، أو بعده بيوم نحو اليوم الأول أو الثالث من أيام التشريق، ومن فعل ذلك عليه دم والله أعلم، وخلال اليومين الأول والثاني من أيام الرمي، يرمي الحاج الجمرات الثلاث، فيكون بذلك أدى ما وجب عليه، ولا يجب عليه دم، شرط أن يغادر قبل مغيب شمس اليوم الثاني من أيام الرمي، وإذا عمل الحاج خلاف ذلك، يتوجب عليه دم، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: اعمال الحج في أيام التشريق تكون

ماذا يجب على المتعجل في الحج

يجب على المتعجل في الحج رمي الجمرات والخروج قبل مغيب شمس اليوم الثاني من أيام رمي الجمرات، وبهذه الحالة يكون خروجه لا إثم فيه ولا يجب عليه دم، ولا يجب الدم إلا من عمل بخلاف ذلك كما بيناه سابقاً، مثل الخروج بعد المغيب في هذا اليوم، أو الخروج في ليلة اليوم الثاني أو قبلها أو بعدها، والله أعلم.[3]

هل يلزم المتعجل الرمي عن اليوم الثالث

لا يلزم المتعجل الرمي عن اليوم الثالث إذا رمى الجمرات المطلوبة في اليومين الأول والثاني من أيام الرمي، وخرج قبل مغيب شمس اليوم الثاني، وإذا غابت عليه الشمس في ذلك الوقت ولم يغرب، يجب عليه المبيت في منى، ورمي جمرات اليوم الثالث وفق السنة النبوية الشريفة، وإذا لم يفعل، وجب عليه دم لمخالفته السنة، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: ما هي اركان الحج بالترتيب وما شروطه وواجباته

حكم من ترك أحد الأركان في الحج

لا يحوز ترك أحد الأركان في الحج فبهذا يعد الحج غير مكتمل، وهناك فرق بين واجبات الحج وأركانه، وأما أركان الحج فهي أربعة تبدأ بالإحرام، ونية الإحرام ركن أساسي من أركان الحج، وقد اشترطه غالبية الجمهور، ولا صحة للحج بدونه، والركن الثاني الوقوف بعرفة، ومن فات هذا الركن فاته الحج، والركن الثالث طواف الإفاضة، والركن الرابع هو السعي بين الصفا والمروة، ومن لم يطوف ويسعى لا يجوز حجه، حتى يعود فيطوف بالبيت العتيق، ويسعى بين الصفا والمروة، والفرق بين الواجبات والأركان، أن الواجبات لا تسقط من صحة الحج، وإنما وجب عليه الدم على تركها، وهذا الفرق وحكمه يجب أن يعلمه كل حاج، والله أعلم بكل شيء.[4]

مقالات مقترحة

نرشح لك قراءة:

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان ما هو حديث الرسول عن الديوث، والذي تعرفنا من خلاله على معنى التعجل والأحكام المتعلقة به وما يجب على الحاج في هذه الرخصة، كما تعرفنا على حكم من ترك أحد الأركان في الحج.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa , المراد باليومين للمتعجل , 15/05/2023
  2. ^ سورة البقرة , الآية 203
  3. ^ islamqa.info , التعجل في الخروج من منى , 15/05/2023
  4. ^ al-eman.com , كتاب: موسوعة الفقه الإسلامي , 15/05/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *