هل الاحتفال بالمولد النبوي بدعة

هل الاحتفال بالمولد النبوي بدعة، فمع اقتراب موعد هذا اليوم الهام في تاريخ الإسلام والمسلمين، تستعد الكثير من الدول العربية والإسلامية حول العالم للاحتفال بهذه المناسبة العزيزة على قلوب المسلمين فيها، وقد خصص لها العديد من مظاهر الاحتفال التي تضج بها البلاد إحياءً لهذه الذكرى، ولكن السؤال هنا الذي يطرحه الكثير حول إذا ما كان هذا الأمر من البِدع التي نهى عنها الشرع الإسلامي، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على جواب هذه المسألة.

المولد النبوي

المَولد النّبوي الشريف المقصود به الإشارة إلى اليوم الذي اتفق عليه غالبية أهل العلم والمؤرخين، على أنه اليوم الذي ولد فيه النبي -عليه الصلاة والسلام- والذي تنوعت فيه الآراء واختلف الروايات، وما أجمع عليه الغالبية أنه يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول من كل عام هجري، وأما عن العام فقد أجمع العلماء على أن المَولد النّبوي الشريف كان في عام الفيل، واختلفوا في تحديد هذا العام، والراجح أنه العام 571م، والله تعالى أعلم.

شاهد أيضًا: حكم الاحتفال باليوم الوطني هيئة كبار العلماء

هل الاحتفال بالمولد النبوي بدعة

الاحتفال بالمولد النبوي بدعة عند جمهور أهل العلم لعدم ورود الاحتفال به من قبل الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم- أو التابعين من بعدهم أو أهل السلف، ولو كان في ذلك مشروعية، لكان الصحابة هم أولى الناس بفعل ذلك من حيث أنهم انتهلوا علوم الشرع الإسلامي من النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو معلم الأمة الإسلامية ومرشدها وعلمه كله من عند الله تعالى، والجدير بالذكر، أنه بالرغم من النهي عن هذا الأمر من قبل العديد من العلماء، إلا أن هذا اليوم يتم الاحتفال به في بلدان عربية وإسلامية كثيرة، وبطرق مختلفة مثل مجالس الذكر وإقامة الحفلات على صوت وموسيقى الأناشيد الدينية.[1][2]

شاهد أيضًا: حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية

حكم الاحتفال بالمولد النبوي الإسلام سؤال وجواب

لقد جاء جواب هذه المسألة على موقع الإسلام سؤال وجواب بأن لا يجوز الاحتفال بالمولد النبوي كونه بدعة لعدة أسباب، وقد شرح العلماء هذه الأسباب في الآتي:[1]

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ممنوع ومردود من عدة وجوه: أولاً: أنه لم يكن من سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا من سنة خلفائه، وما كان كذلك فهو من البدع الممنوعة، ثانياً: في الاحتفال بذكرى المولد تشبه بالنصارى، والتشبه بهم محرم أشد التحريم، ثالثاً: أن الاحتفال بذكرى مولد الرسول وسيلة إلى الغلو والمبالغة في تعظيمه حتى يفضي إلى دعائه والاستعانة به من دون الله، رابعاً: إن إحياء بدعة المولد يفتح الباب للبدع الأخرى والاشتغال بها عن السنن.

شاهد أيضًا: هل يجوز الاحتفال بيوم الميلاد

الاحتفال بالمولد النبوي إسلام ويب

لقد ذهب العلماء على موقع الإفتاء المعتمد إسلام ويب، إلى ما ذهب إليه جمهور العلماء إلى أن الاحتفال بالمولد النبوي غير جائز وهو من البدع المستحدثة التي لم يرد ذكرها عن أهل السلف الصالح من سبقهم من الصحابة، رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم- والتابعين من بعدهم، الذين كانوا أعلم الناس بقيمة ومكانة النبي -عليه الصلاة والسلام- التي ليس في مثلها قيمة من البشر الذين خلقهم الله تعالى، ولو أن الأمر كان جائزاً لكانوا هم السباقين إليه وعلموه لمن بعدهم، وبالرغم من وجود من أجاز ذلك مع خلوه من المحاذير الشرعية، إلا أن رأي الجمهور هو الأصوب وعليه جاء النهي، والله تعالى أعلم.[2]

أول من ابتدع المولد النبوي

أول من ابتدع المولد النبوي هم الفاطميون الذين تواجدوا في القرن السادس الهجري تقريباً مع بداية ظهور الدولة الفاطمية في ذلك العصر، والتي كان يطلق عليها أيضاً اسم الدولة العبيدية، إذ كانت تدين هذه الدولة بالمذهب الشيعي الإسماعيلي الذي يعد من أطياف الطائفة الشيعية، ومازال الشيعة يحتفلون بالمولد النّبوي الشريف حتى اليوم، فهو ليس من المحرمات لديهم ولا يعتبر من البدع، بل هم يقدسون كل مناسبات آل البيت الحزينة منها كانت أم السعيدة، والجدير بالذكر أن الفاطميين تم إخراجهم من الملة من قبل بعض العلماء بسبب ما ابتدعوه في هذه المسألة وغيرها.

بهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان هل الاحتفال بالمولد النبوي بدعة، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة في أكثر من أقوال من أقوال أهل العلم، كما تعرفنا على أول من ابتدعها في الإسلام.