هل صيام نصف شعبان بدعة

هل صيام نصف شعبان بدعة هو ما سيتمّ الحديث عنه في هذا المقال، فشهر شعبان من الشّهور العظيمة الّتي خصّها الله تبارك وتعالى بالكثير من الفضل والخير والأجر، والّذي يغفل عنه الكثير من النّاس كما أخبرنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وموقع مقالاتي سيعرض لما حكم أن يصوم المسلم النّصف من شعبان، وهل هذه المسألة من البدع والمحدثات في دين الإسلام أم لا.

هل صيام نصف شعبان بدعة

يعدّ صيام نصف شعبان بدعةً إن خصّص المسلم صيام هذا اليوم فقط، حيث لم يرد في القرآن الكريم أو السّنّة النّبويّة المباركة أن رسول الله قد صام النّصف من شعبان وخصّه بالصّيام دونًا عن سائر أيّام هذا الشّهر، بل كان رسول الله يكثر الصّيام في أيام شهر شعبان المبارك لما فيه من الخصائص والفضائل، ففيه تُرفع صحائف الأعمال إلى الله تبارك وتعالى، ويجوز للمسلم أن يصومه إن كان معتادًا على الإكثار من الصّيام أو أنّ النصف من شعبانٍ قد وافق يوم الاثنين أو الخميس لمن اعتاد صيامهما، فيجوز له ذلك، أمّا تخصيص هذا اليوم بالصّيام فذلك يعدّ من البدع المحرّمة، فلا يصحّ أن يصومه المسلم دون أن يصوم غيره من أيّام شعبان، كذلك لا يصحّ أن ينشر هذه البدعة وأن يتّبعها، والله أعلم.[1]

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام 14 و15 فقط من شعبان

حكم تخصيص صيام النصف من شعبان ابن باز

قال الشّيخ عبد العزيز بن بازٍ رحمه الله تعالى أنّ تخصيص النصف من شعبان بالصّيام أمرٌ مُحدثٌ في الشّريعة الإسلاميّة ولا يجب على المسلم اتّباعه، لكن يجوز لمسلم أن يصوم الأيّام البيض من شهر شعبان المبارك، فصيامها سنّةٌ نبويّةٌ مستحبّةٌ للمسلمين، فيصوم المسلم اليوم الثالث عشر واليوم الرّابع عشر واليّوم الخامس عشر من شهر شعبان المبارك، وذلك في أجرٌ كبير، لأنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد نهى عن تخصيص ليلة النّصف من شعبان بالصّيام، وحثّ على صيام الأيّام البيض في جميع الشّهور الهجرية، وكان رسول الله يُكثر من صيام شهر شعبان المبارك ويصومه كاملًا في بعض الأحيان، لكنّه لم يخصّص النّصف من شعبان بالصّيام وذلك غير جائز والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: ما حكم الصيام في شهر شعبان

هل إحياء ليلة النصف من شعبان جائز

استحبّ أهل العلم والمذاهب الفقهيّة الأربعة على أنّه يُستحبّ للمسلم أن يحيي ليلة النّصف من شعبان بقيام ليلها والإكثار من الدّعاء والاستغفار وقراءة القرآن الكريم، لما فيها من الفضل، فقد ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “يطَّلِعُ اللهُ إلى خَلقِه في ليلةِ النِّصفِ مِن شعبانَ فيغفِرُ لجميعِ خَلْقِه إلَّا لِمُشركٍ أو مُشاحِنٍ”.[3] ففي هذه الليلة تتنزّل رحمات الله تعالى وبركاته وتُفتح أبواب مغفرته وعفوه ورضاه، فمن الجدير بالمسلم أن يغتنم هذه الليلة لينال رضا الله تبارك وتعالى والمغفرة وإجابة الدّعوات، والله أعلم.

هل صح شيء في فضل ليلة النصف من شعبان

إنّ بيان مسألة هل صيام نصف شعبان بدعة، فقد ذكر أهل أنّ هذه الليلة قد ورد فيها الكثير من الأحاديث التي تبين فضلها منه ما هو صالحٌ للاحتجاج ومنها ما هو ضعيفٌ لا يحتجّ به، فممّا يحتجّ به وصحيح، ما رواه البيهقي في شعب الإيمان، عن أبي ثعلبة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا كان ليلةُ النِّصفِ من شعبانَ اطَّلع اللهُ إلى خلقِه ، فيغفرُ للمؤمنِ ، ويُملي للكافرين ، ويدعُ أهلَ الحقدِ بحقدِهم حتَّى يدعوَه”.[4] وكذلك ما رواه الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “إنَّ اللَّهَ ليطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمشرِك أو مشاحنٍ”.[5] وقد ذكر الشافعي أنّ الدعاء يستجاب في خمسة ليالٍ منها ليلة النصف من شعبان والله ورسوله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: ايام البيض لشهر شعبان 2023

هل يجوز صيام القضاء في ليلة النصف من شعبان

من خلال بيان الحكم الشرعي في مسألة هل صيام نصف شعبان بدعة، فمن المهم الإشارة أنّ الأحاديث الشريفة نهت عن تخصيص النصف من شعبان وما بعد النصف من شعبان بالصّيام، فلا يصحّ تخصيص ليلة النصف من شعبان بصومها دون غيرها، إلا أنّ النهي لا يشمل من كان له عادةٌ في الصيام، كأن يصوم المسلم يومي الاثنين والخميس بشكلٍ دائم فذلك لو وافق صيامه ليلة النصف من شعبان فلا حرج عليه، ومن يصوم القضاء، فهو يصوم الفريضة والنهي جاء للنافلة، فلا حرج أن يقضي رمضان في ليلة النصف من شعبان، وفي النصف الثاني من شعبان، ولكنّ الأفضل التعجيل بالقضاء لما في ذلك من خير، فخلاصة القول أنّه يجوز صيام القضاء في ليلة النصف من شعبان والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: هل يجوز صيام يوم الجمعة في شهر شعبان

هل الصيام بعد النصف من شعبان مكروه

بتبيّن المسلم من مسألة هل صيام نصف شعبان بدعة فمن المهم أن يعرف أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا انتصفَ شعبانُ فلا تَصوموا”.[8] وهذا الحديث يدل على النهي عن الصيام بعد النصف من شعبان فهو مكروهٌ لمن لم يصم شيئًا في بدايته، ولمن خصص الصوم في النصف الثاني من شهر شعبان، لكن بمجمل فضائل شهر شعبان، فإنّ الصوم فيه من الأمور المستحبة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدلّ على جواز الصيام بعد انتصاف شهر شعبان، كما روت أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان إلا قليلًا منه، وقد ذكر النووي في رياض الصالحين: “باب النهي عن تقدم رمضان بصومٍ بعد نصف شعبان إلا لمن وصله بما قبله أو وافق عادة له بأن كان عادته صوم الاثنين والخميس” وآخرين من أهل العلم قالوا إن حديث النهي عن صوم النصف الثاني من شعبان ضعيف ولا يعمل به، ففي ذلك سعة والأفضل أن لا يخصص المسلم الصوم بعد منتصف شعبان، إلا لمن كانت له عادة في الصوم والله أعلم.[9]

بهذا نختت مقال هل صيام نصف شعبان بدعة والذي تمّ فيه بيان حكم صيام النصف من شعبان، وحكم إحياء ليلة النصف من شعبان، وبيان إن صح شيء في فضل ليلة النصف، وقد ذكر المقال عديد الأحكام الشرعية الهامة عن شهر شعبان المبارك.