هل يشترط الوضوء في السعي

هل يشترط الوضوء في السعي

هل يشترط الوضوء في السعي وما حكم من أحدث وهو يسعى، من الأسئلة التي يقوم الكثير من المسلمين بالبحث عنها، وذلك بالتزامن مع دخول مواسم الحج والعمرة، فأداء العمرة أو الحج يتطلب من المسلم أن يتعلم كيفية العمرة والحج، وينبغي أن يتعلم كلّ المعلومات والأحكام الشرعية حولهما، ويتعلم شروطهما وواجباتهما وسننهما ونحو ذلك، حتى ينال الأجر كاملًا ولا ينقصه شيءٌ منه أبدًا، ومن خلال موقع مقالاتي سيتم بيان حكم اشتراط الطهارة في السعي.

مفهوم السعي بين الصفا والمروة

السعي في اللغة هو المشي والعدو من غير شد، والصفا في اللغة جمع صفاة وهي الحجر الضخم الذي لا نبات فيه، وهو الصخرة الملساء، الصفا في الاصطلاح هو مكانٌ مرتفع بين جبل أبي قبيس ومنه يكون ابتداء السعي، ويقه في طرف المسعى الجنوبي، والمروة في اللغة هي الحجارة البيضاء البارقة، وفي الاصطلاح هي جبل في مكة ينتهي إليه السعي، وهو في أصل جبل قعيقعان، ويقع في المسعى الشمالي، يعرف السعي بين الصفا والمروة أنّه الانتقال، وقطع المسافة بين الصفا والمروة سبع مرّات في نسك الحج أو العمرة.[1]

اقرأ أيضًا: ما هي شروط العمرة للرجال والنساء

هل يشترط الوضوء في السعي

لا يشترط الوضوء في السعي باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة أبي حنيفة والشافعي ومالك وأحمد، حتّى أنّ الحائض يمكن لها أن تسعى بين الصفا والمروة، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لم يمنع السيدة عائشة -رضي الله عنها- حين حاضت من السعي، فقد روت أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: “قَدِمْتُ مَكَّةَ وأَنَا حَائِضٌ، ولَمْ أَطُفْ بالبَيْتِ ولَا بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ قالَتْ: فَشَكَوْتُ ذلكَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: افْعَلِي كما يَفْعَلُ الحَاجُّ، غيرَ أَنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهُرِي”. [2] فلو سعى المسلم محدثاً، أو سعى وهو جنب، أو سعت المرأة وهي حائض: فإن ذلك مجزئ، لكن الأفضل أن يسعى على طهارة، والله ورسوله أعلم.[3]

اقرأ أيضًا: ما هي شروط العمرة للنساء

حكم اشتراط الطهارة في الطواف والسعي ابن باز

عُرضت مسألة هل يشترط الوضوء في السعي على الشيخ ابن باز، وهل يلزم الطهارة في السعي والطواف، فأجاب رحمه الله:[4]

“الطهارة لا بد منها في الطواف، الطواف صلاة كما قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: الطواف بالبيت صلاة، إلا أن الله أباح فيه الكلام تقول عائشة -رضي الله عنها-: لما قدم النبي مكة -عليه الصلاة والسلام- وأتى مسجد الحرام، توضأ ثم طاف فالطواف بالبيت صلاة، يتوضأ ثم يطوف، أما السعي لا، إن طاف بطهارة؛ فهو أفضل، وإن سعى على غير طهارة؛ فلا حرج، أما الطواف بالكعبة لا بد من الطهارة كالصلاة، يطوف متطهرًا، ثم يصلي ركعتين، أما السعي بين الصفا والمروة، فهذا إن تطهر فهو أفضل، وإن سعى على غير طهارة؛ فلا حرج؛ ولهذا لو سعت الحائض والنفساء صح سعيها، بخلاف الطواف، فلو طافت المرأة وهي طاهرة، ثم حاضت بعد الطواف؛ سعت ولا حرج”.

اقرأ أيضًا: عدد أشواط الطواف بالكعبة هي

حكم من انتقض وضوؤه وهو يسعى

ذهب أهل العلم أن الطهارة ليست شرطًا لصحة السعي، ولكن المسلم لو أتى بها فهو أفضل، فلو سعى وهو على طهار، وعلى وضوء فذلك أفضل له، ولو أنّ المسلم أحدث أثناء سعيه جاز له أن يكمل وسعيه صحيح ولا حرج عليه لكنّ الأفضل أن يتوقف عن السعي، ويتوضأ فهو أفضل له، فالحَجُّ والعُمرةُ لهما أحكامٌ، بَيَّنَها النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بالقَولِ والفِعلِ، وقد نَقَلَ الصَّحابةُ الكِرامُ كُلَّ ذلك عنه، ومن الأمور التي وردت عنه أنّه يجوز السعي بلا طهارة والله أعلم.

اقرأ أيضًا: دعاء الصفا والمروة مكتوب

الطهارة للسعي مستحبة

من المهم للمسلم أن يدرك أنّه لا يُشترك للساعي بين الصفا والمروة أن يكون على وضوء، أو على طهارة كما بيّن أهل العلم، إنّما الطهارة في ذلك مستحبة، فهي مرغوبة شرعًا، فلو سعى المسلم وهو جنب أو محدث أو المسلمة سعت وهي حائض أو نفساء فالسعي صحيح، ولا حرج في ذلك، وذكر ابن قدامة في المغني: “أكثر أهل العلم يرون ألا تشترط الطهارة للسعي بين الصفا والمروة، وممن قال ذلك: عطاء، ومالك، والشافعي، وأبو ثور، وأصحاب الرأي. ثم قال: والمستحب مع ذلك لمن على قدر الطهارة ألا يسعى إلا متطهراً”.[5]

اقرأ أيضًا: هل يجوز للمراة السفر للعمرة والحج بدون محرم

شروط السعي

ببيان مسألة هل يشترط الوضوء في السعي، فإنّ على المسلم أن يعلم أن للسعي شروطًا لصحته على المسلم أن يأتي بها أثناء السعي وهي كما الآتي:[6]

  • استيعاب ما بين الصفا والمروة: وهو شرطٌ لكلّ الأشواط، ففي كلّ شوط لا بد أن يقطع المسلم كلّ المسافة بين الجبلين، فلو لم يقطعها فسد سعيه.
  • الترتيب بأن يبدأ بالصفا وينتهي بالمروة: يشترط في السعي أن يكون بدايته من الصفا ونهايته في المروة.
  • أن يكون السعي سبعة أشواط: يبدأ ذهابه من الصفا إلى المروة شوط، ورجوعه شوطٌ ثانٍ.
  • أن يكون السعي بعد الطواف وليس قبله: وهو شرطٌ اختلف فيه أهل العلم، ولكنّ الراجح أنّه شرطٌ صحيح.
  • الموالاة بين الأشواط: اختلف أهل العلم في اشتراط الموالاة بين أشواط السعي، فقد ذهب الأحناف والشافعية إلى أنه ليس شرطاً، واختار المالكية والحنابلة أنّه شرط.

بهذا نختتم مقال هل يشترط الوضوء في السعي، والذي بيّن مفهوم السعي بين الصفا والمروة، وبيّن حكم الطهارة في السعي ومدى تأثير عدم الطهارة على صحّة السعي، وختم ببيان شروط السعي كلها.

المراجع

  1. ^ dorar.net , الفصل الأوَّل: تعريفُ السَّعيِ بين الصَّفا والمروةِ , 25/05/2024
  2. ^ صحيح البخاري , البخاري/ عائشة أم المؤمنين/ 1650/صحيح
  3. ^ islamqa.info , هل تشترط الطهارة للطواف والسعي؟ , 25/05/2024
  4. ^ binbaz.org.sa , حكم اشتراط الطهارة في الطواف والسعي , 25/05/2024
  5. ^ islamweb.net , الطهارة للسعي مستحبة , 25/05/2024
  6. ^ dorar.net , الفصل الخامس: شُروطُ السَّعيِ , 25/05/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *