ما حكم من لم يخرج زكاة الفطر

ما حكم من لم يخرج زكاة الفطر

ما حكم من لم يخرج زكاة الفطر من جمهور المسلمين، فقد أثبت نبي الله محمد صلوات الله عليه والسلام أن زكاة الفطر فرض على كل مسلم سواء أكان ذكراً أو أنثى، حراً أو عبداً مملوكاً، صغيراً أو يافعاً أو كبيراً، والواجب أن يخرج بها العبد قبل حلول موعد عيد الفطر، وقد أجمع على ذلك جمهور العلماء على وجوب أداء الزكاة، ومن خلال موقع مقالاتي سوف نقدم ما حكم من لا يخرج زكاة الفطر، ونرفق في سطوره كافة الأحكام والاستفسارات المتعلقة بمن لم يخرج زكاة المال.

تعريف زكاة الفطر

زكاة الفطر هي الصدقة الواجبة التي تخرج قبيل انتهاء رمضان وقدوم عيد الفطر بإجماع جمهور علماء المسلمين، وهي إحدى الفرائض التي فرضها الله عزّ وجلّ، والركن الثالث من أركان الإسلام، وقد أثبت النبي أن الزكاة فريضة على كل مسلمٍ ومسلمةٍ، ذكرٍ وأنثى، حرٍ أو عبدٍ مملوكٍ، صغيرٍ وبالغٍ ومسنٍ كبير، وهذه الزكاة يجب أن تؤدى قبل حلول صلاة عيد الفطرِ المباركِ، وتخرج هذه الصدقة بمقدار صاع عن كل فرد من أفراد المنزل كبار كانوا أو صغار، والصاع النبوي يمثل أربع حفنات تملأ كلتا اليدين المتوسطتي الحجم.

اقرأ أيضًا: دعاء ختم القران مكتوب للمعيقلي

ما حكم من لم يخرج زكاة الفطر

إن حكم من لم يخرج زكاة الفطر عمداً بحسب ما جاء عن الشيخ الجليل ابن باز رحمه الله إثم والعياذ بالله، وواجبٌ على فاعله التوبة لله، وشريطة قبول التوبة بعد هذا الفعل هو جبر النقص، وهذا يعني بأنه يجب على العبد قضاء زكاة الفطر، وهناك من يتساهل أو ينسى أداء الفطرة،فهذا حكمه حكم المتعمد عدم دفعها يجب أن يتوب إلى ربّه ويقضي زكاة الفطر، ويخرجها ويوزعها على الفقراء والمساكين، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: زكاة الفطر هل تخرج مالاً أو طعاماً

كفارة عدم إخراج زكاة الفطر

إن كفارة عدم إخراج زكاة الفطر بحسب رأي الشيخ ابن باز رحمه الله تكون في ثلاثة أمور وهي: التوبة لله عز وجل، والاستغفار، وإخراج قضاء زكاة الفطرة وإعطائها للمحتاجين، وهذا لأن زكاة الفطرة فرض على كل مسلم صغير وكبير وبالغ، وزكاة الفطر لا تسقط عن العبد حتى بعد خروج وقتها، لأن الزكاة حق الفقراء والمساكين في ذمة المسلم، ولا تسقط عنه ما لم يؤدها، لذلك توجب على من تأخر عن أدائها الاستغفار والتوبة والقضاء.[1]

شاهد أيضًا: افضل وقت لاخراج زكاة الفطر

حكم من لم يخرج زكاة الفطر لسنوات

إن حكم من لم يخرج زكاة الفطر لسنوات هو شخصٌ آثم والعياذ بالله، ويجب عليه أن يستغفر ويتوب ويدفع قضاء زكاة الفطرة لهذه السنوات على الفور، مع إن صيامه وصيام من يجب أن يدفع عنهم الفطرة مقبولاً، إلا أن أجرهم وثوابهم لم يكتمل ما لم يدفع الفطرة عنه وعن أهل بيته لكل السنوات التي قصر في أداء زكاة الفطرة فيها دفعةً واحدا، [2] والدليل على ذلك لما وجد في سنن أبي عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ: {فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ}. أخرجه أبو داود وابن ماجه [3]

شاهد أيضًا: متى تخرج زكاة الفطر عند المالكية

حكم من فاتته زكاة الفطر

إن حكم من فاتته زكاة الفطرة الإثم، وعليه الاستغفار والتوبة لله عز وجل، ودفع قضاء زكاة الفطرة، إذا تأخر بها لما بعد صلاة عيد الفطر، وخاصةً إذا كان يمتلك المال الوافر الذي يمكنه من دفع الفطرة، فالفطرة بحسب ما جاء عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يجب أن تدفع قبل صلاة العيد للفقراء والمحتاجين، فلا يجب أن يؤخر العبد زكاة الفطر عن وقتها، ويفضل أن تكون قبل انتهاء الشهر الفضيل وليس باليومين الأخيرين، ويمكن أن تخرج من أول رمضان الكريم أيضًا.[4]

شاهد أيضًا: حكم زكاة الفطر في المذاهب الأربعة

متى تخرج زكاة الفطر

إن وقت إخراج زكاة الفطر مختلف فيه من قبل أهل العلم، وكانت أقوالهم كالتالي:

  • قبل العيد بيومين: وهذا الرأي لدعاة مذهب المالكية ومذهب الحنابلة، وكان دليلهم لذلك بحديث رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وفيه، قال: {فَرَضَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَدَقَةَ الفِطْرِ – أوْ قالَ: رَمَضَانَ – علَى الذَّكَرِ، والأُنْثَى، والحُرِّ، والمَمْلُوكِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ فَعَدَلَ النَّاسُ به نِصْفَ صَاعٍ مِن بُرٍّ، فَكانَ ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، يُعْطِي التَّمْرَ ، فأعْوَزَ أهْلُ المَدِينَةِ مِنَ التَّمْرِ، فأعْطَى شَعِيرًا، فَكانَ ابنُ عُمَرَ يُعْطِي عَنِ الصَّغِيرِ، والكَبِيرِ، حتَّى إنْ كانَ لِيُعْطِي عن بَنِيَّ، وكانَ ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا، وكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بيَومٍ أوْ يَومَيْنِ}، رواه البخاري.[5]
  • قبل العيد بثلاثة أيام: وهذا جاء عن بعض العلماء، ومن بينهم الشيخ ابن باز، ودليلهم على ذلك الحديث الذي رواه نافع مولى ابن عمر رضي الله عنهما قال: {عن ابنِ عمرَ : أنَّه كان يبعَثُ بزكاةِ الفطرِ إلى الَّذي تُجمَعُ عنده قبلَ الفِطرِ بيَومينِ أو ثلاثةٍ}.[6]
  • جائز من أول شهر رمضان: وهذا بحسب ما جاء عن مذهب الحنفية، والصحيح عند الشافعية، وعللوا رأيهم أن سبب هذه الصدقة هو الصوم والفطر عنه، ووجود هذين السببين يوجب تعجيلها، ويجيز   تعجيل زكاة المال بعد أن يتم ملك النصاب قبل أن يتم الحول.
  • جائزة من بداية الحول: وهذا الرأي يوجد عند بعض دعاة المذهب الحنفي والمذهب الشافعية، ودليلهم على ذلك لأنها زكاة، فأشبهت زكاة المال في جواز تقديمها مطلقاً.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

وبهذا القدر من المعلومات سوف ننهي هذا المقال الذي كان يحمل عنوان ما حكم من لم يخرج زكاة الفطر، وقد أجبنا من خلاله على كافة الاستفسارات والأحكام المتعلقة بمن لم يخرج زكاة المال.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa , حكم من تهاون في أداء زكاة الفطر حتى خرج وقتها , 17/03/2024
  2. ^ islamweb.net , ما يلزم من لم يخرج زكاة الفطر لسنوات عديدة , 17/03/2024
  3. ^ سنن الدارقطني , الدارقطني ، عبد الله بن عباس ، 2/327 ، رواته ليس فيهم مجروح
  4. ^ binbaz.org.sa , حكم تأخير دفع زكاة الفطر , 17/03/2024
  5. ^ islamqa.info , أخرج زكاة الفطر قبل العيد بأسبوعج , 17/03/2024
  6. ^ صحيح البخاري , بخاري ، عبد الله بن عمر ، 1511 ، صحيح
  7. ^ الأم , الإمام الشافعي ، نافع مولى بن عمر ، 8/737 ، حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *