ما أول سورة نزلت في مكة المكرمة

ما أول سورة نزلت في مكة المكرمة

ما أول سورة نزلت في مكة المكرمة، القرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية، وقد أنزله الله على سيدنا محمد لكافة الناس، ويتكون القرآن الكريم من 114 سورة مقسمة على ثلاثين جزءًا، منها اثنتان وعشرون سورة مدنيّة، واثنتان وتسعون سورة مكّية، ومن خلال مقالنا عبر موقع مقالاتي، سنوضح ما أول سورة نزلت في مكة المكرمة، وخصائص السور المكية، وأبرز المعلومات عنها.

ما أول سورة نزلت في مكة المكرمة

اختلف أقوال العلماء في أول سورة نزلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- من القرآن الكريم، وذلك على ثلاثة أقوال، ومن خلال الفقرات التالية سوف نبين هذه الأقوال بالتفصيل.

القول الأول

إن أول ما نزل من القرآن هو سورة العلق، وتحديدا الآيات الخمس الأولى منها، ومما يدل على ذلك ما روي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها-، حينما بدأ نزول الوحي، والذي ابتدأ بالرؤيا الصادقة، ومن ثم بدأت خلوة النبي وابتعاده عن الناس، وما ورد عن النبي بأن مجيء جبريل له، اقْرَأْ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: ما أنَا بقَارِئٍ، قالَ: فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجُهْدَ، ثُمَّ أرْسَلَنِي، فَقالَ: اقْرَأْ، قُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجُهْدَ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، قُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجُهْدَ، ثُمَّ أرْسَلَنِي، فَقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ، خَلَقَ الإنْسَانَ مِن عَلَقٍ، اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكْرَمُ الذي عَلَّمَ بالقَلَمِ}.[1]، الآيَاتِ إلى قَوْلِهِ: {عَلَّمَ الإنْسَانَ ما لَمْ يَعْلَمْ}.[2]

القول الثاني

أول ما نزل من القرآن الكريم هو سورة المدثر، وما يدل على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: “جَاوَرْتُ في حِرَاءٍ، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي هَبَطْتُ، فَاسْتَبْطَنْتُ الوَادِيَ فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أمَامِي وخَلْفِي، وعَنْ يَمِينِي وعَنْ شِمَالِي، فَإِذَا هو جَالِسٌ علَى كُرْسِيٍّ بيْنَ السَّمَاءِ والأرْضِ، فأتَيْتُ خَدِيجَةَ فَقُلتُ: دَثِّرُونِي، وصُبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا”.[3]، وأُنْزِلَ عَلَيَّ: {يَا أيُّها المُدَّثِّرُ قُمْ فأنْذِرْ ورَبَّكَ فَكَبِّرْ}.[4]

القول الثالث

أول ما نزل من القرآن هو سورة الفاتحة، وما يدل على ذلك ما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، الذي ذكر خلاله ما قاله جبريل -عليه السلام-، عندما اختلى به، فقال: (فلما خلا ناداه يا محمدُ قل بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ الحمدُ لله ربِّ العالَمين حتى بلغ ولا الضَّالِّينَ)

شاهد أيضا: من هو النبي الذي سمي بخاتم الانبياء

الجمع بين الأقوال في أول سورة نزلت في مكة

اختلف العلماء في أول ما نزل من القرآن الكريم، ومن الممكن الجمع العلماء بين الأقوال الثلاثة في أن أول ما نزل من آيات القرآن الكريم هي سورة العلق، وسورة المدثر هي أول ما نزل من أمر الدعوة، وأول ما نزل من السور بأكملها هي سورة الفاتحة، فورد الاختلاف في هذه السور الثلاث، كما وذكر بعض العلماء بأن سورة العلق لم تتنزل دفعة واحدة حينما كان يتعبد في غار حراء، وإنما على دفعات، وسنبين في الفقرات التالية أبرز المعلومات عن هذه السور.

معلومات عن سورة العلق

تعد سورة العلق من السور التي نزلت على سيدنا محمد قبل الهجرة، وهي سورة مكية، تأتي في المرتبة السادسة والتسعين من بين سور القرآن الكريم في المصحف الشريف، كما وتحتل السورة الأولى في النزول، يبلغ عدد آياتها تسع عشرة آية، فقد سميت بسورة العلق لتبين عظمة الله -سبحانه وتعالى- في خلق الإنسان لأنه خلقه من علقة وهي قطرة الدم.

شاهد أيضا: من هو النبي الذي بشر بالنبوة قبل ولادته

معلومات عن سورة الفاتحة

سورة الفاتحة هي فاتحة الكتاب، من السورة المكية، التي نزلت قبل هجرة سيدنا محمد من مكة إلى المدينة، سميت بالفاتحة لافتتاح القرآن الكريم بها، كما وسميت أم الكتاب، لأنها تشتمل على معاني التوحيد، وبينت وعد الله ووعيده، كما ويطلق عليها بالسبع المثاني، لأن عدد آياتها سبع آيات، ولأنها تثنى أي تعاد في الصلاة.

معلومات عن سورة المدثر

سورة المدثر نزلت على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة، عدد آياتها ست وخمسون آية، تأتي في المرتبة الرابعة والسبعين في ترتيب سور القرآن الكريم، فقد تقع بين سورتي المزمل والقيامة، في الجزء التاسع عشر، تضمنت هذه السورة عدة مواضيع منها: تكريم الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والإقرار بتوحيد الألوهية، والإنذار بيوم القيامة وأهواله، وتهديد المشركين ووعيدهم بأصناف العذاب.

شاهد أيضا: من هو النبي الذي دعا ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين

خصائص السور المكية

تعد السور المكية هي السور التي نزلت على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- قبل هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وقد تميزن السور المكية بالعديد من الخصائص ومن أهمها ما يأتي:

  • تدعو السور المكية إلى توحيد الله -سبحانه وتعالى-، والإيمان بالحساب واليوم الآخر والبعث، والإيمان بالجنة والنار.
  • تدعو السور المكية إلى تأسيس الإيمان في القلوب، وإبطال ما سوى ذلك من المعتقدات الباطلة.
  • ذكر الجنة، ونعيمها وجزاء المؤمنين من جنات وأنهار.
  • تحدت السور المكية العرب على الإتيان بمثل هذه السور.
  • التطرق إلى ذكر قصص الأنبياء وذكر الأقوام السابقة.
  • تحدثت الآيات المكية عن محاججة ومقارعة المشركين والكافرين.
  • ذكر الأسس العامة للتشريع، كالعبادات، والأخلاق، والمعاملات.

شاهد أيضا: من هو النبي الذي تدفق الماء بين اصابعه الشريفة كالعيون

وإلى هنا نكون قد توصلنا إلى نهاية مقالنا بعد أن تمكنا من التعرف على، ما أول سورة نزلت في مكة المكرمة، وبيان الجمع في الأقوال في أول ما نزل، وأبرز المعلومات عن سورة العلق، وسورة الفاتحة، وسورة المدثر، كما وتعرفنا على خصائص السور المكية.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، 6982، صحيح
  2. ^ سورة العلق , الآية 5.
  3. ^ صحيح البخاري , البخاري، جابر بن عبدالله، 4924، صحيح
  4. ^ سورة المدثر , الآية 1.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *