حكم التهنئة بالعشر الأواخر

حكم التهنئة بالعشر الأواخر

حكم التهنئة بالعشر الأواخر من رمضان، حيث يجب الرجوع إلى الأحكام الشرعية في كل شيء في حياتنا حتى وإن كان بسيط مثل تهنئة الأمة الإسلامية بالعشرة الأواخر من رمضان، ولقد جعل الله -سبحانه وتعالى- شهر رمضان الكريم شهر مبارك، وذلك لأنه شهر العبادة والرحمة والمغفرة، ولهذا تستبشر الأمة الإسلامية من مختلف بقاع الأرض بهذا الشهر، وبالأخص العشرة أواخره، ومن خلال موقع مقالاتي سنتعرف على هل يجوز التهنئه بالعشر الاواخر من رمضان.

حكم التهنئة بالعشر الأواخر

إنَّ التهنئة بالعشر الأواخر من رمضان من الأمور المباحة، والجائزة، والمسموحة، فلا يوجد أي حرج من هذه التهنئة، فالمسلمون أخوة، وعلى المسلم أن يستبشر الخير لأخيه المسلم عندما يأتي وقت مبارك مثل وقت العشر الأواخر، هذه الأيام تمتلك فضلاً عظيماً للغاية، ولها أجر مُضاعف، فهي كما يعرف الجميع آخر أيام في شهر رمضان المبارك، وفيهم يوجد ليلة القدر التي قال عنها الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز أنها خير من ألف شهر، لذا يسعى المسلمون خلال الثلث الأخير من رمضان إلى الإكثار من العبادة، وذلك حتى يأخذوا عظيم الأجر، خير ما يمكن أن نتأكد منه من صحة أو جواز التهنئة بالعشر الأواخر من رمضان هو الإمام بن باز، حيث أجاب على سؤال ما هو حُكم المباركة والتهنئة بالعشر الأواخر من رمضان، وقال ما يلي نصاً: “ما أتذكر شيئاً لكنها عشرة عظيمة، والتهنئة بها مهمة، وإذا كان الرجل يهنأ بولده بزواجه ببناء بيته، فهذا أكبر وأعظم وأنفع، وإدراكها نعمة عظيمة”، والله أعلم.[1]

اقرأ أيضًا: فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان

فضل العشر الأواخر

العشرة الأواخر من رمضان تكمن أهميتهم في أنهم يعدون آخر فرصة في شهر رمضان الكريم شهر الرحمة، ومضاعفة الأجر، والثواب، والمغفرة، وشهر التوبة العظيم، وفيما يلي نعرض فضائل العشر الأواخر بالتحديد، ومنها:[2]

  • يعدون من الأيام الكرام حيث يُضاعف الله -سبحانه وتعالى- فيهم الأجور والثواب للعباد، لهذا كان معلم الناس الخير محمد -صلى الله عليه وسلم- كان يكثر من العبادة في هذه الأيام.
  • يوجد في العشر الأواخر من رمضان أكثر ليلة مباركة في تقويم الأمة الإسلامية وهي ليلة القدر، الليلة التي نزل فيها القرآن من السماء، ولهذا فهي خير من ألف شهر.
  • الله -سبحانه وتعالى- عظم من شأن ليلة القدر وهي أهم ليلة في العشر الأواخر من رمضان عن طريق أنه جعلها هي الليلة التي تقدر فيها أقدار جميع المخلوقات، فهي ليلة مصيرية إذا جاز لنا التعبير يحدد فيها مصير الميت، والحي، السعيد، والتعيس.
  • يوجد في العشر الأواخر من رمضان فرصة ثانية لكل متغافل يمكن خلالها أن يدرك فضل شهر رمضان العظيم، ويمكن أن يدرك أجره.

اقرأ أيضًا: فضل الدعاء في العشر الأواخر من رمضان

أهم الأعمال في العشر الأواخر

بعد أن عرفنا مدى أهمية العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم يجب أن نعرف بعض الأعمال الحسنة التي يجب أن نكثر منها خلال هذا الوقت المبارك من شهر رمضان الكريم، ومن هذه الأعمال نذكر ما يلي:[3]

  • الاجتهاد والسعي لنيل الرحمة والمغفرة: خلال هذه الأيام المباركة فخير ما يمكن للمسلم فعله هو أن يسعى حتى ينال رضا ربه -سبحانه وتعالى-، وذلك يحدث عن طريق الابتعاد عن ارتكاب المعاصي، يمكن للمسلم كذلك أن يدرك فضل هذه الأيام المباركة من خلال الإكثار من العبادات المفضلة عند الله سبحانه وتعالى، ومنها الصلاة، والدعاء، وقراءة القرآن، خير مثال يحتذى به في الاجتهاد خلال العشر الأواخر من رمضان هو النبي محمد ورسول الله ومعلم الناس الخير -صلى الله عليه وسلم-، حيث روى عن أم المؤمنين زوجته عائشة أنّها قالت: “كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ”.[4]
  • الاعتكاف أو الاختلاء: يعد الاعتكاف نوعاً من أنواع العبادات المحببة وفيه يلتزم المسلم المسجد للعبادة، ويبتعد تماماً عن ملهيات الدنيا، ولمن لا يقوى على الاعتكاف يمكنه أن يكتفي بالاختلاء.
  • اغتنام جميع أوقات العشر الأواخر: العشر الأواخر من رمضان كما ذكرنا هي فرصة للمسلمين لاغتنام فرصة التوبة والمغفرة مرة أخرى، لذا علينا كمسلمين أن نزيد الطاعة وأن نغتنم جميع العشرة أيام وإلا ننشغل بتوافه أمور الدنيا التي من شأنها أن تبعدنا عن العبادة والطاعة.
  • تحري ليلة القدر: ليلة القدر كما أوضحنا من قبل هي خير من ألف شهر، لذا على المسلم أن يتحرى هذه الليلة العظيمة من خلال معرفة سماتها وفضلها من الأحاديث النبوية الشريفة والصحيحة التي تناولتها بالذكر، يجب على المسلمين أن يسعوا لنيل فضل هذه الليلة من خلال الإكثار من الدعاء، والصلاة وطاعة الله -سبحانه وتعالى-، ولهذا دعا النبي ومعلم الناس الخير محمد -صلى الله عليه وسلم- التماس ليلة القدر خلال العشر الأواخر حيث قال: “التَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ لَيْلَةَ القَدْرِ، في تَاسِعَةٍ تَبْقَى، في سَابِعَةٍ تَبْقَى، في خَامِسَةٍ تَبْقَى “.

اقرأ أيضًا: جدول للعشر الأواخر من رمضان 1444

حكم التهنئة بالعشر الأواخر من رمضان بإجماع من خير علماء وفقهاء الأمة الإسلامية هو من الأمور الجائزة شرعاً، وذلك لأهمية هذه الأيام المباركة في حياة المسلمين، ولفضلهم العظيم، فهي أيام مباركة في شهر مبارك، ومن بينهما ليلة خير من ألف شهر وهي ليلة القدر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *