كم يعادل اجر العمل في ليلة القدر

جاء في كتاب الله تعالى أنّ ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر، وذلك في قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * ليلة القدر خير من ألف شهر * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [1] ويعادل اجر العمل في ليلة القدر:

ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر.

شاهد أيضًا: ليلة القدر خير من ألف شهر كم سنة

لماذا سميت ليلة القدر بهذا الاسم

سُميت ليلة القدر بهذا الاسم لعظمة قدرها، ولأنّ أعمال العباد خلال العام تُقدّر فيها، وتأتي ليلة القدر في آخر الأيام الفردية من الثلث الأخير من شهر رمضان الفضيل، وقد أجمع علماء الفقه الإسلامي على أنّ ليلة القدر من الليالي العظيمة المباركة في الشهر الفضيل، فهي ليلة نزول القرآن الكريم، ولها الكثير من الفضائل، حيث قال الله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ*أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ*رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[2].

علامات ليلة القدر

بيّن علماء الدين العديد من المؤشرات التي نستدل من خلالها على أنّ هذه الليلة هي ليلة القدر، ومنها:

من أهم العلامات أن الشمس في صباح هذا اليوم لا يكون لها شعاع عند شروقها، ويرجّح الفقهاء السبب في هذا إلى أنّ الملائكة تقوم بالصعود إلى السماء بعد الفج، فيحجب شعاع الشمس.
أن المؤمن يستشعر بطمأنينة في قلبه وينشرح صدره، طمأنينة لا يشعر بها في باقي الليالي.
تكون الرياح في هذه الليلة بحالة من السكون.

شاهد أيضًا: ما هو الدعاء الذي يكثر منه الرسول في ليلة القدر

موعد ليلة القدر 1444

يتساءل الكثير من المسلمين عن موعد ليلة القدر للعام 2023، مع اقتراب العشر ليال الأخيرة من شهر رمضان المبارك، إلّا أنّ هذه الليلة لا يمكن تحديدها بشكلٍ مؤكد، إلّا أنّ الشيء المؤكد أن هذه الليلة تقع في الليالي العشر الأخيرة من رمضان، وهذه السنة هي ليلة وترية في الغالب، وبالتالي فهي ليالي الحادي والعشرين من رمضان أو الثالث والعشرين أو الخامس والعشرين أو ليلة السابع والعشرين أو التاسع والعشرين منه، ورجّح علماء الدين أنها ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك.

فضائل ليلة القدر

لليلة القدر العديد من الفضائل فقد اختصها الله تعالى عن باقي الليالي بالكثير من الفضائل، نذكر منها ما لي:

هي ليلة نزول القرآن الكريم وهو أعظم كتاب سماوي نزل على البشر، بدليل ذلك قوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}.[3]
هي ليلة مباركة الأجر فيها مضاعف لمَن أقامها، والعبادة فيها خيرٌ من العبادة في ألف شهر دونها، أي ما يقارب عمل ثمانين عامًا، وقد وصفها الله تعالى في كتابه العزيز بقوله: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ}.[4]
هي ليلة فصل الأقدار وتكتب فيها الملائكة الحوادث، حيث أنّ أقدار العباد تنزل في هذه الليلة من اللوح المحفوظ إلى صحف الكتبَة من الملائكة، فقد قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}.[5]
هي ليلة الغفران فيفغر الله تعالى فيها ذنوب من أقامها بإخلاصٍ لوجه لله تعالى، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[6]
هي ليلة السلام إذ ينزّل الله عزّ وجلّ فيها الملائكة إلى الأرض، فينتشر الخير والسلام، وتعمّ الرحمة والموّدة، فيشعر فيها المؤمن بالطمأنينة والسلام، قال الله تعالى: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.[7]

شاهد أيضًا: هل ليلة القدر في الليالي الوترية فقط

أعمال مستحبة في ليلة القدر

يجب على المسلم في ليلة القدر أن يسارع إلى عمل الطاعات والعبادات المختلفة، وأن يجتهد فيها قدر المستطاع، ومن ضمن الأعمال التي يمكن للمسلم أن يقوم بها في ليلة القدر هي ما يلي:

قراءة القرآن: إنّ أعظم الأعمال التي يمكن للمسلم أن يؤديها في رمضان هي قراءة القرآن، وخاصةً في ليلة القدر لما لها من أجر وفضل كبيرين لدى الله تعالى.
قيام الليل: حث الله -سبحانه وتعالى- على قيام الليل فهو أسرع طريق للوصول إلى رضى الله -عزّ وجلّ-، ومن الأوقات المحببة لقيام الليل هي خلال شهر رمضان وخاصةً في ليلة القدر.
كثرة الدعاء والذكر: يستجيب الله -سبحانه وتعالى- في ليلة القدر للدعاء، لذلك من المستحب أن يكثر المسلم من الدعاء في هذه الليلة.
الصدقة: يعتبر العمل الصالح في ليلة القدر أفضل من العمل الصالح في ألف شهر مما سواها، لذلك من المستحب الإكثار من الصدقة والإحسان إلى الآخرين.

شاهد أيضًا: ما هو افضل عمل في ليلة القدر

الحكمة من إخفاء ليلة القدر

اقتضى حكم الله تعالى أن يجعل ليلة القدر ليلة مخفية على العباد، فلا أحد يعلم بالضبط أي يوم هي في رمضان، ولله تعالى حكمة في ذلك، ومن هذه الحكمة نذكر ما يلي:

كي لا يتقاعس المسلم في أداء العبادات والمثابرة عليها خلال الأيام العشر الأخيرة من رمضان، بل على العكس تحفيزهم على المواظبة والمتابعة على أداء الطاعات.
كي لا يقع المسلم في المعاصي في تلك الليالي، ففي حال وقوعه في المعصية مع علمه أنّها ليلة القَدر توجب عليه الإثم العظيم.
كي ينال المسلم ثواب الاجتهاد في إدراك ليلة القدر وطلبها، وعدم الاقتصار على اكتساب فضل قيامها فقط.

بهذا نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان كم يعادل اجر العمل في ليلة القدر وتبيّن أنّها تعادل ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر، وتحدث المقال عن سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم، كما سلّط الضوء على فضائل هذه الليلة، والحكمة من إخفاء هذه الليلة على البشر.