هل يجوز صيام الست من شوال ثاني يوم العيد

هل يجوز صيام الست من شوال ثاني يوم العيد

هل يجوز صيام الست من شوال ثاني يوم العيد ؟ سؤالٌ يتبادر على ذهن المسلمين بعد انتهاء شهر الصيام شهر رمضان المبارك، فالبعض يرغب بصيام الست من شوال لما لها من فضلٍ كبيرٍ وثوابٍ عظيمٍ لدى الله -سبحانه وتعالى-، والبعض الآخر يصومها لقضاء أيام فطرها في رمضان، وموقع مقالاتي سيوضح في أي يومٍ يمكن بدء الصيام في شهر شوّال، كما سيوّضح فضل صيام الست من شوال.

هل يجوز صيام الست من شوال ثاني يوم العيد

ورد في الحديث الشريف عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّه قال: “نَهَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْفِطْرِ، وَالنَّحْرِ”[1]، فيحرّم بناء على هذا الحديث صيام اليوم الأول من أيام عيد الفطر الذي يوافق الأول من شوال، أمّا اليوم الثاني أو الثالث من شهر شوال، فيجوز صيامهما إمّا قضاءً أو تطوّعًا، ويستند الشّرع في ذلك على أنّ عدد أيام عيد الفطر الشرعية هو يومٌ واحدٌ فقط، ومنه فإنّ الصيام في اليوم الثاني من شوّال هو أمرٌ مباح شرعًا، في حال أراد المسلم بدء صيام الست أيام من شوّال والتي تدعى الستة البيض، ومنه نستنتج:

  • يجوز شرعًا صيام الست من شوال ثاني أيام العيد.

اقرأ أيضًا: لماذا عيد الفطر ثلاث أيام

متى يبدأ المسلم بصيام ستة أيام من شوال

يشرع للمسلم البدء بصيام الستّ من شوال منذ اليوم الثاني في شهر شوال، أي في اليوم التالي ليوم العيد، وكما ذكرنا سابقًا فعيد الفطر هو يومٌ واحدٌ فقط، وهو الأوّل من شوّال، إلّا أنّه شاع لدى المسلمين الاحتفال به على أنّه اليوم الثاني من أيام عيد الفطر، فالأفضل هو البدء من ثاني أيام العيد، وقد ورد في فتوى للجنة الدائمة للإفتاء فيما يخص بداية صيام الست من شوال وهي كما يأتي: “لا يلزمه أن يصومها بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما يتيسر له، والأمر في ذلك واسع، وليست فريضة بل هي سنة. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله، وصحبه وسلم”[2]

اقرأ أيضًا: حكم صيام ست من شوال قبل القضاء

حكم صيام الست من شوال متتابعة

ورد في حديثٍ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم- أنّ قال فيما رواه أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه: “مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ”[3]، ويملك المسلم حرية الاختيار في صيام هذه الأيام، إمّا متتابعة أو متفرقة، منذ ثاني يوم في شوّال، أو في نصف الشهر أو حتى في آخره، فالأمر في ذلك واسع ولا تضيّيق فيه، ومن بادر لصيام الستّ من أوّل الشهر، فذلك أفضل من باب المسارعة في أداء الطاعات، وإنّ شاء المسلم وصامها بعض السنين، وتركها سنين أخر فلا إثم عليه لأنّها صلاة نافلة وليست فرضاً، وبذلك يكون قد خسر فقط أجر صلاة الستة البيض في شوال.

اقرأ أيضًا: فوائد صيام الست من شوال

فضل صيام الست من شوال

إنّ لصيام الست من شوّال أجرٌ عظيمٌ وثوابٌ كبيرٌ لدى الله -سبحانه وتعالى-، فقد نقل عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “مَن صام رمضان ثمّ أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدَّهر”[3]. فمَن صام رمضان وستًا من شوال يحتسب له أجر وثواب كمَن صام السنة بأكملها، وذلك لأنّ الحسنة بعشرة أمثالها، فشهر رمضان بعشرة أشهر وستًا من شوال بستين يومًا، فيبلغ مجموع ذلك العام كلّه، ويستند علماء الفقه في ذلك على قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيّام بشهرين، فذلك صيام السنة”[4]

اقرأ أيضًا: حكم إفراد الجمعة في صيام ست من شوال

فوائد صيام الست من شوال

يعتبر صيام الست من شوّال صيام تطوعي، وقد شُرِع صيامها في الإسلام تحقيقًا للعديد من الفوائد التي قد يغفل عنها المسلم، وفيما يلي بعض فوائد صيام الست من شوّال:

  • ينال المسلم الأجر العظيم من الله سبحانه وتعالى، كما روي في الصحيح من قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ).[3]
  • تعويض النقص الذي قد يطرأ على الفريضة وإتمامه، ويستدلّ على ذلك بما روي عن تميم الداريّ رضي الله عنه، أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أوَّلُ ما يحاسَبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ صلاتُهُ، فإن أكملَها كُتِبَت لَه نافلةً، فإن لم يَكن أكمَلَها قالَ اللَّهُ -سبحانَهُ- لملائكتِهِ انظُروا هل تجِدونَ لعبدي مِن تطَوُّعٍ، فأكمِلوا بِها ما ضَيَّعَ مِن فريضتِهِ، ثمَّ تؤخَذُ الأعمالُ علَى حَسْبِ ذلِكَ).[5]
  • تقرّب العبد من ربّه، ويكسب رضاه ومحبّته، قال النبيّ عليه الصلاة والسلام: (ما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها).[6]
  • المداومة على أداء الفرائض وعدم الانقطاع عنها والمواظبة على أدائها في جميع الظروف والأحوال، فالمداومة على أداء النوافل من العوامل التي تُحفّز العبد على أداء الفرائض، وعدم التهاوُن فيها.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

بعد أن أجبنا على سؤال هل يجوز صيام الست من شوال ثاني يوم العيد نكون قد أنهينا مقالنا لليوم، الذي وضّحنا من خلاله شرعيّة صيام اليوم الثاني من أيام شهر شوّال، والذي يعرف لدى المسلمين أنّه اليوم الثاني من أيام العيد، كما سلّطنا الضّوء على فضل صيام الستة من شوّال، وأي الأيام من شهر شوال الفضيل يمكن صيامها.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم , أبو سعيد الخدري،مسلم،872،صحيح
  2. ^ ar.islamway.net , متى يبدأ المسلم بصيام ستة أيام من شوال , 24/05/2024
  3. ^ صحيح مسلم , مسلم، أبو أيوب الأنصاري، 2264، صحيح
  4. ^ صحيح الإرواء , رواه النسائي، 950، صحيح.
  5. ^ صحيح ابن ماجه , رواه الألباني،عن تميم الداري،1181، صحيح
  6. ^ صحيح البخاري , رواه البخاري، عن أبي هريرة، 6502، صحيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *