ما هو سبب نزول سورة الممتحنة ولماذا سميت بهذا الاسم

ما هو سبب نزول سورة الممتحنة ولماذا سميت بهذا الاسم ومن هي الصحابية التي نزلت فيها سورة الممتحنة إحدى السور المدنية من المفصل، عدد آياتها 13، وترتيبها 60 في المصحف، وتقع في الجزء 28، وهذه السورة تبدأ بالنداء، وتأتي بعد سورة الأحزاب، وأول آياتها تعتبر أطول آية مُفتَتِحة لسورة، ولنزول هذه السورة سبب وسبب تسمية، وعبر موقع مقالاتي سوف نسلط الضوء على كل ما يخص هذه السورة من معلومات بصورة شاملة.

ما هو سبب نزول سورة الممتحنة

تعددت آراء العلماء حول سبب نزول سورة الممتحنة، وهي إحدى السور المدنية، عدد آياتها 13، وترتيبها 60 في القرآن الكريم، وتقع في الجزء 28، وهذه السورة تبدأ بالنداء، وتأتي بعد سورة الأحزاب، وأول آياتها تعتبر أطول آية مُفتَتِحة لسورة، ولنزول هذه السورة سبب وفيما يلي نذكر ما ذهبت إليه آراء العلماء في ذلك: 

نزلت آية منها في أسماء بنت أبي بكر

ذهب بعض العلماء أنه نزلت واحدة من آيات سورة الممتحنة في أسماء بنت أبي بكر، وهي الآية الثامنة من سورة الممتحنة:

 {لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}. [1]

حيث أن أم أسماء بنت أبي بكر هي من بني فراس من بطون كنانة وهي كافرة، وفي أحد الأيام جاءت المدينة زائرة لابنتها، إلا أن أسماء رفضت إدخالها البيت حتى تستشير النبي صلى الله عليه وسلم لأنها كافرة، فأمرها النبي أن تنزلها وتحسن ضيافتها، فأنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية التي تحث على الإحسان إلى المشركين المعادين للمسلمين ولا ظلم في ذلك.

نزلت آيات منها في حاطب بن أبي بلتعة

روي في سبب نزول إحدى آيات سورة الممتحنة في حاطب بن أبي بلتعة هو إرساله خطاب لقريش مع سارة مولاة أبي عمر بن صهيب  يخبرهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم عزم على غزوهم كي ينتبهوا، وبعد أن توجهت سارة نزل جبريل عليه السلام وأخبر النبي بذلك، أرسل النبي فرسانا إلى أخبرهم بمكان المرأة، وأمرهم بإحضار الرسالة وعتق رقبتها، فتشوا متاعها ولم يجدوا شيئا فأخرجتها من شعرها، ولما سأل النبي حاطب عن هذا الفعل، رد حاطب: لم أكفر منذ أسلمت، وأن دافعه من الرسالة تحذير أهله، خوفا عليهم من بطش قريش، صدقه الرسول، وأنزل الله تعالى هذه الآيات من 1 إلى 3 من سورة الممتحنة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ}.[2]

نزلت آية منها في سبيعة بنت الحارث الأسلمية

وتتلخص قصة سبيعة الأسلمية أنه بعد أن انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتابة شروط صلح الحديبية وفدت إليه سبيعة الأسلمية، وجاء زوجها مطالبا بردها، حيث من ضمن شروط الحديبية رد كل من أتى من أهل مكة إلى الرسول، فأنزل الله تعالى فيها هذه الآية العاشرة من سورة الممتحنة:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّـهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّـهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.[3]

شاهد أيضًا: سبب نزول سورة المدثر

سبب تسمية سورة الممتحنة بهذا الاسم

يعود سبب تسمية سورة الممتحنة بفتح الحاء بهذا الاسم إلى المرأة التي وقع عليها الامتحان واختبرت بإيمانها وهي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، زوجة عبد الرحمن بن عوف، كانت أم كلثوم ابنة أحد كفار قريش، وبعد مقتل أبيها تقدم لخطبتها الكثير ومنهم سادات قريش، إلا أنها خافت على دينها الذي أخفته عن الجميع وتحججت بعدم الزواج بوفاة أبيها، وبعد صلح الحديبية توجهت للرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وكان شروط الحديبية رد المشركين الذين خرجوا للرسول لأهلهم، سكت عنها الرسول إلى أن نزلت بها سورة الممتحنة، وسميت الممتحنة بكسر الحاء لأنه كان يختبر بها المهاجرات إلى المدينة من المشركين.[4]

شاهد أيضًا: أسماء سور القرآن الكريم ومعانيها

سورة الممتحنة مدنية أم مكية؟

إن سورة الممتحنة مدنية بإجماع العلماء، نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، عدد آياتها ثلاثة عشر آية، وهي في الجزء الثامن والعشرين من القرآن الكريم، وتهتم بأحد الأحكام الشرعية وهو اختبار النساء المهاجرات من مكة إلى المدينة، والحب بالله وغيرها من الأحكام الأخرى.[4]

شاهد أيضًا: سبب نزول سورة الفاتحة

فضل سورة الممتحنة

لم ترد في فضل سورة الممتحنة أي من الأحاديث الصحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أن فضلها كفضل أي سورة في القرآن الكريم، لكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، وقد روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{مَن قرَأ حَرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسَنَةٌ والحسَنَةُ بعَشْرِ أمثالِها لا أقولُ ألم حَرفٌ ولكنْ ألِفٌ حَرفٌ ولامٌ حَرفٌ ومِيمٌ حَرفٌ}،[5] ففضل سورة الممتحنة بالالتزام بما أمر الله في آياتها.

شاهد أيضًا: سبب نزول سورة الفلق والناس باختصار

العبر والدروس المستفادة من سورة الممتحنة

كثيرة هي العبر والدروس المستفادة من سورة الممتحنة نذكر منها:

• أمر الله عباده في سورة الممتحنة بألا يصاحبوا المشركين الذين يعتدون عليهم وينقضون العهد دائما.
• أكدت سورة الممتحنة أن الإسلام دين الحب والسلام، وأنه كفيل بأن يظلل العالم بأجمعه، وينشأ التوحيد والتآخي بين الناس.
• لا يجوز للمرأة المسلمة أن تتزوج من كافر، وكذلك الرجل المسلم لا يجوز له الزواج بكافرة.
• النساء في الإسلام كالرجال عليهن حقوق ولهن واجبات، ولا تمييز بين الرجل والمرأة إلا على أساس طبيعة  كل منهما ورسالته بالحياة.
• إن الإسلام قد علم المسلمون الأوائل على النهج الكريم الذي يريده في تلك الحياة، وعلى المسلمين تطبيقه علمياً مهما مر الزمان.

وبهذا المقدار من المعلومات سوف ننهي هذا المقال الذي كان يحمل عنوان ما هو سبب نزول سورة الممتحنة ولماذا سميت بهذا الاسم، وقد ذكرنا في سطوره كل ما يخص هذه السورة، سبب نزولها، وسبب تسميتها، وهل هذه السورة مكيّة أو مدنية، وفضلها، والعبر والدروس المستفادة منها.