هل يجوز صيام يوم الجمعة في العشر من ذي الحجة

هل يجوز صيام يوم الجمعة في العشر من ذي الحجة

هل يجوز صيام يوم الجمعة في العشر من ذي الحجة، ففي الشرع الإسلامي، وردت الكثير من الأيام التي يجوز فيها للمسلم أن يصوم بشروط معينة، وأيام أخرى منهي عنها وأيام محرم فيها الصيام، ويوم الجمعة من الأيام التي يوجد فيه تفصيل كبير من حيث مشروعية الصيام في أوقات معينة من أشهر السنة، كما في أيام العشر من ذي الحجة، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نبين حكم صيام يوم الجمعة في العشر من ذي الحجه وأحواله.

هل يجوز صيام الأيام العشر من ذي الحجة؟

يجوز صيام الأيام العشر من ذي الحجة وهو أيضًا مستحب عند غالبية جمهور العلماء لما لها من فضل عظيم، ذكره النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- في الأحاديث الشريفة، ويقصد بصيام العشر من ذي الحجة هو صيام الأيام التسعة الأولى منه فقط، فهناك تحريم شرعي بصيام اليوم العاشر من ذي الحجة، فهو يوم عيد بالنسبة للمسلمين وصيامه محرم شرعاً، وفي دليل ذلك ما ورد عن أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- إذ قالت: {كانَ يصومُ تسعَ ذي الحجةِ، ويومَ عاشوراءِ، وثلاثةَ أيامٍ منِ كلِّ شهرٍ، أولَ اثنينِ من الشهرِ، والخميسَ، والاثنينِ من الجمعةِ الأخرى}[1].

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام يوم الجمعة

هل يجوز صيام يوم الجمعة في العشر من ذي الحجة

يجوز صيام يوم الجمعة في العشر من ذي الحجة على الراجح في أقوال أهل العلم على ألا يكون المقصود الإفراد بأحد أيامها، وقد استند العلماء في فتواهم إلى ما ورد في الأحاديث الصحيحة عن ذلك، ومنها نذكر ما رواه مسلم في صحيحه عن أبو هريرة -رضي الله عنه- قال، إن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: من قول النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- في كراهة ذلك: “لَا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الجُمُعَةِ بقِيَامٍ مِن بَيْنِ اللَّيَالِي، وَلَا تَخُصُّوا يَومَ الجُمُعَةِ بصِيَامٍ مِن بَيْنِ الأيَّامِ، إِلَّا أَنْ يَكونَ في صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ”[2]، والعشر من ذي الحجة من الأيام تصام بالتتالي، وفيها يسقط الإفراد بيوم الجمعة، وإذا أفرد المسلم الصيام بيوم الجمعة، سقط عنه الجواز بذلك، ولا يجزئ عن هذا الصيام، والله أعلم.[3][4]

اقرأ أيضًا: حكم صيام القضاء يوم الجمعة

هل يجوز صيام يوم الجمعة منفرداً في العشر من ذي الحجة

لا يجوز صيام يوم الجمعة منفرداً في العشر من ذي الحجة على الراجح في قول أهل العلم، فالإفراد لا يجوز في يوم الجمعة إلا في حال القضاء، وقد نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- في الإفراد به في صيام التطوع كما في حالة العشر من ذي الحجة حياته، وأمر الصحابة والمؤمنين من بعده أن يقتدوا بذلك، حتى لا يتم وجوبه على المؤمنين في قابل الأيام، والله أعلم.[3]

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام يوم الجمعة منفرداً

حكم صيام يوم الجمعة في العشر من ذي الحجه

يجوز صيام يوم الجمعة في العشر من ذي الحجة على الراجح في أقوال أهل العلم على ألا ينفرد به، وقد أفتى العلماء في ذلك بعد العودة إلى النصوص الشرعية في ذلك، وقد ذكر في أحاديث النبي -عليه الصلاة والسلام- أن إفراد يوم الجمعة في الصيام منهي عنه، وحتى تسقط الشبهة في ذلك، يستحب أن يصام يوم قبله ويوم بعده، وإذا صادف يوم اعتاد المسلم أن يصومه، مثل يوم عرفة، فهو جائز، والله أعلم.[4]

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام القضاء يوم الجمعة

دليل جواز صيام يوم الجمعة في العشر من ذي الحجة

هناك أكثر من دليل على جواز صيام يوم الجمعة في العشر من ذي الحجة، مما استدل به أهل العلم على ذلك، ومن ذلك كان ما حدثت به أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- إذ قالت: “كانَ يصومُ تسعَ ذي الحجةِ، ويومَ عاشوراءِ، وثلاثةَ أيامٍ منِ كلِّ شهرٍ، أولَ اثنينِ من الشهرِ، والخميسَ، والاثنينِ من الجمعةِ الأخرى”[1]، وصيام تسعة أيام متتالية يجب أن يتضمن بشكل قطعي، وهذا يسقط الكراهة عن صوم يوم الجمعة بنية الإفراد، وهذا يتماشى مع أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي قال: “إنَّ يومَ الجمعةِ يومُ عيدٍ، فلا تجعلوا يومَ عيدِكُم يومَ صيامِكُم، إلَّا أن تصوموا قبلَهُ أو بعدَهُ”[5]، وبذلك تسقط الكراهة ويكون الصوم جائزاً، والله أعلم.

اقرأ أيضًا: حكم صيام يوم الجمعة والسبت

فضل العشر من ذي الحجة

إن أحب أيام الصيام في التسع من ذي الحجة هو صيام يوم عرفة، ولكنه مكروه بالنسبة للحاج، وجاء في فضل هذا اليوم العديد من الأحاديث المروية، نذكر منها ما ورد عن عبد الله ابن عباس -رضي الله عنه- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: “ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيَّامِ يعني العَشرَ قالوا يا رسولَ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ قالَ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ إلَّا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِع من ذلِكَ بشيءٍ”[6].

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام يوم الجمعة في شهر شعبان

الصيام المكروه والصيام المحرم

هناك عدة أيام يكره فيها الصيام في الراجح على أقوال العلم، وهناك أيام أخرى يحرم فيها الصيام وهي التي ذكرها النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- في الأحاديث الشريفة، ويتم سردها فيما يلي: 

  • الصيام المكروه: وهو الجائز في بعض حالاته، ولا يوجد به تحريم شرعي، وهذا يشمل كل من صيام الدهر، صيام الوصال، صيام يوم عرفة للحاج، إفراد يوم الجمعة والسبت بالصيام، تخصيص شهر رجب بالصوم، وصيام يوم أو يومين قبل رمضان.
  • الصيام المحرم: وهو المحرم تحريم شرعي ولا يجوز صيامه البتة، وَيشمل كل من صيام يومي العيدين، صيام أيام التشريق، وصيام يوم الشك الذي يصادف الثلاثين من شعبان.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان هل يجوز صيام يوم الجمعة في العشر من ذي الحجة، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة الشرعية في أكثر من قول ومن وجه كما بينها الشرع، كما تعرفنا على حكم صوم يوم الجمعة وما هو الصيام المكروه والصيام المحرم.

المراجع

  1. ^ الجامع الصغير , حفصة أم المؤمنين، السيوطي، 7060، حسن
  2. ^ صحيح مسلم , أبو هريرة، مسلم، 1144، صحيح
  3. ^ islamqa.info , حكم إفراد يوم الجمعة بالصيام , 21/05/2024
  4. ^ islamqa.info , حكم صوم يوم الجمعة تطوعا , 21/05/2024
  5. ^ صحيح ابن خزيمة , أبو هريرة، ابن خزيمة، 3/ 553، أخرجه في صحيحه
  6. ^ صحيح ابن ماجه , عبدالله بن عباس، الألباني، 1414، صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *