حكم جمع صلاة الجمعة مع العصر

حكم جمع صلاة الجمعة مع العصر للمسلم، سواء كان في السفر حيث يتعذر على المسلم أن يأتي بالصلاة في وقتها، أو في الإقامة حين يتعرض المسلم لبعض الظروف التي تمنعه من إقامة الصلاة في وقتها، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع حكم جمع صلاة العصر مع الجمعة بالإضافة إلى حكم صلاة الجمعة وهل يجوز أن يجمع المسلم في بلده الأصلي التي يعيش فيها.

الصَلوات التي يُجْمَع بينها

إنّ الجمع بين الصلوات قد جُعل من أجل التسهيل على المسافر الذي لا يُتاح له في كثير من الأحيان أن يأتي بالصلاة في وقتها المكتوب، وقد وردت في السنة النبوية الشريفة أنّ الجمع يكون ما بين صلاة الظهر وصلاة العصر على حدة، وبين صلاة المغرب وصلاة العشاء على حدة، وقد ذكر البهوتي في كتابه كشف القناع: “(فصل في الجمع) بين الصلاتين… يجوز الجمع بين الظهر والعصر في وقت إحداهما، وبين العشاءين في وقت إحداهما. فهذه الأربع هي التي تجمع: الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، في وقت إحداهما؛ أما الأولى، ويسمى جمع التقديم، أو الثانية، ويقال له جمع التأخير”.[1]

اقرأ أيضًا: حكم صلاة الجمعة للرجال المقيمين

حكم جمع صلاة الجمعة مع العصر

إنّ حكم جمع صلاة الجمعة مع صلاة العصر للعلماء فيه قولان اثنان هما:[2]

• القول الأول: ذهب أصحاب هذا القول إلى جواز الجمع ما بين أداء صلاة الجمعة وأداء صلاة العصر مستندين على ذلك بقولهم إن صلاة الجمعة هي بدل عن صلاة الظهر، ويصح الجمع ما بين الظهر والعصر؛ ولذلك صحّ الجمع ما بين الجمعة والعصر جمع تقديم، فالبدل يأخذ حكم المبدل منه، والله أعلم.
• القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول إلى عدم جواز الجمع ما بين صلاة العصر وأداء صلاة الجمعة، وقد احتجوا لذلك بقولهم: “إن الجمعة صلاة مستقلة منفردة بأحكامها تفترق مع الظهر بأكثر من عشرين حكماً، ومثل هذه الفروق تمنع أن تلحق إحدى الصلاتين بالأخرى، وأن هذا القياس مخالف لظاهر السنة، فإن في صحيح مسلم عن عبد الله عباس -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه، وسلم جمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء في المدينة من غير خوف ولا مطر، فسئل عن ذلك، فقال: أراد أن لا يُحَرِّج أمته”.

اقرأ أيضًا: حكم ترك صلاة الجمعة بسبب النوم

هل يجوز قصر صلاة العصر يوم الجمعة للمسافر

يجوز قصر صلاة العصر يوم الجمعة أو غيره من الأيام، أي يُمكن للمسلم المسافر أن يصلي صلاة العصر ركعتين في يوم سفره، وإنّما اختلف في الجمع بين صلاة العصر ويوم الجمعة، والأصل أن يأخذ المسلم في الرخص في سفره؛ لأنّ الله -تعالى- يُحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى مغارمه.[3]

اقرأ أيضًا: حكم ترك صلاة الجمعة

هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع العصر للمقيم

أجاز علماء المذهب الشافعي جمع صلاة العصر مع صلاة الجمعة جمع تقديم بعذر المطر للمسلم المقيم في بلده، وذلك بشروط عدة هي: “أن يوجد المطر عند التحرم بالصلاتين وعند تحلله من الصلاة الأولى، أن تكون الصلاة جماعة في مسجد، أن يتأذى الذاهب إلى الصلاة بالمطر في طريقه، نية الجمع”، وقد أخذ علماء المذهب الشافعي بهذا الرأي؛ لأنّ الجمعة تأخذ حكم صلاة الظهر نفسه، وقد ذكر الخطيب الشربيني: “يجمع العصر مع الجمعة في المطر، وإن لم يكن موجودا -أي المطر- حال الخطبة؛ لأنها ليست من الصلاة”.[4]

اقرأ أيضًا: هل تجب صلاة الجمعة على المسافر

بعض السُّنَن المُتعلِّقة بيوم الجُمعة

إنّ ليوم الجمعة مجموعة من السنن التي لا بدّ للمسلم أن يأتي بها حتى يُحصل بها عظيم الأجر والثواب:[5]

• الدعاء: إنّ يوم الجمعة هو من الأيام التي يجب على المسلم أن يجتهد فيها بالدعاء، وقد ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ يوم الجمعة فِيهِ سَاعَةٌ لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا.
• قراءة الكهف: إنّ من سنن يوم الجمعة أن يقرأ المسلم فيه سورة الكهف، فقد ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ مَن قرأ سورة الكهف يوم الجمعة كانت له نور ما بين الجمعتين.
• الصلاة على النبي: من السنن التي يأتي بها المسلم في يوم الجمعة هي الإكثار من الصلاة على نبيه الكريم، وقد ذكر في ذلك -عليه الصلاة والسلام-: “إنَّ من أفضلِ أيَّامِكُم يومَ الجمعةِ فيهِ خُلِقَ آدمُ، وفيهِ قُبِضَ وفيهِ النَّفخةُ، وفيهِ الصَّعقةُ فأكْثِروا عليَّ منَ الصَّلاةِ فيهِ، فإنَّ صلاتَكُم معروضةٌ عليَّ قالَ قالوا يا رسولَ اللَّهِ وَكَيفَ تُعرَضُ صلاتُنا عليكَ، وقد أرِمتَ – يقولونَ بليتَ – فقالَ إنَّ اللَّهَ -عزَّ وجلَّ- حرَّمَ علَى الأرضِ أجسادَ الأنبياءِ”.[6]

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم جمع صلاة الجمعة مع العصر وذكرنا رأي العلماء في المسألة، وأضأنا على بعض الأمور التي لها علاقة بالجمع ما بين صلاة الجمعة وصلاة العصر وهل يُمكن قصر صلاة العصر في يوم الجمعة ونحو ذلك من الأمور.