سنة صلاة الجمعة

سنة صلاة الجمعة القبلية والبعدية، من الأمور الهامة التي على المسلمين تعلمها ومعرفة عدد ركعاتها وأحكامها وصفة القيام بها، فالسنن والرواتب من الأمور التي شرعها الله -سبحانه وتعالى- ليرتقي بها العبد درجات، وليجبر الخلل الحاصل في الفرائض، وقد اقترن في كلّ صلاة من الصلوات الخمس صلواتٌ راتبة بيّنها النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويهتم موقع مقالاتي عبر هذا المقال بتسليط الضوء على سنن صلاة الجمعة وسنن يوم الجمعة.

سنة صلاة الجمعة

صـلاة الجـمعة من أكثر الصلوات تأكيدًا على المسلمين، وهي الصـلاة التي يتمّ أداؤها يوم الجـمعة، ولا تؤدى في يومٍ آخر غيره، وفي الشريعة الإسلامية قد شُرّعت سنن الصلوات ورواتبها، فالرواتب هي السـنة التابعة لغيرها كالسـنن القبلية والبعدية للصـلاة، وفيما يأتي سيتم شرح سـنة الجمـعة القبلية والسـنة البعدية كما وردت في الشريعة الإسلامية.[1]

اقرأ أيضًا: كم عدد ركعات سنة صلاة الجمعة

سنة صلاة الجمعة القبلية

لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه شرّع لصلاة الجمعة سـنة راتبة قبلها، ولم يثبت عن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّهم صلّوا للجمـعة سنـة راتبة قبلها، كراتبة الظهر أو غيرها من الصلوات، ولا يجوز للمسلم أن يصلي راتبة الظهر يوم الجمـعة؛ لأنّ الجمـعة ليست ظهرًا، بل هي صلاةٌ مستقلة، لكن يستحب لمن أتى الجمـعة أن يتطوع بالصـلاة قبلها بما تيسر له من لحظة دخوله المسجد إلى صعود الإمام على المنبر، لكن من غير أن يتقيد بعدد مخصوص ومعين، فلا يشرع للجـمعة سنّـة راتبة قبلها، لكن يشرع التطوع بما شاء المسلم.[2]

اقرأ أيضًا: كم عدد ركعات صلاة الجمعة

سنة صلاة الجمعة البعدية

اختلف أهل العلم في سـنة صـلاة الجمعـة البعدية، وقد جاء في ذلك عدّة أقوال:[3]

• القول الأول: يصلي المسلم ركعتين في سنة صلاة الجمعة البعدية، وذلك لما ورد في حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: “إن رسولَ اللَّهِ……. كانَ لا يصلِّي بعدَ الجمعةِ حتَّى ينصرفَ، فيصلِّي رَكْعتينِ”.[4]
• القول الثاني: استحباب صلاة أربع ركعات بعد الجمعة، وإليه ذهب جمهور أهل العلم، وذلك لما روي عن عبد الله بن مسعود وأبي هريرة -رضي الله عنهما-.
• القول الثالث: المسلم مخير بين ركعتين أو أربع فكلاهما صحيح وهو قول الإمام أحمد بن حنبل.
• القول الرابع: من صلى سنة الجمعة البعدية في المسجد يستحب له أن يصليها أربعًا، ومن صلاها في بيته يستحب له أن يصليها ركعتين فقط، وهو قول ابن القيم وابن تيمية، وصدر في فتاوى اللجنة الدائمة.
• القول الخامس: يستحب صلاة ستّ ركعات وهو قول بعض السلف وبعض الأحناف.

اقرأ أيضًا: فضائل وأحكام يوم الجمعه

سنة يوم الجمعة

إنّ سنة صلاة الجمعة تختلف عن سنة يوم الجمعة، فسنن اليوم هي الأعمال التي وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قام بها أو أمر بها، أو أشار إليها وبيّن فضلها، ومن تلك السنن ما يأتي:[5]

• الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والإكثار منها في عموم يوم الجمعة.
• الاغتسال يوم الجمعة ووضع الطيب واستعمال السواك.
• التزين للجمعة ولبس أجمل الثياب.
• الانطلاق للمسجد للصلاة ماشيًا إلا لعذر.
• التبكير في المشي لصلاة الجمعة للمسجد.
• الإكثار من تلاوة القرآن والدعاء والذكر وتحري ساعة الاستجابة.
• الاقتراب من الإمام في المسجد وأداء تحية المسجد والتطوع قبل الصلاة.

اقرأ أيضًا: أحكام الجمعة

حكم صلاة الجمعة سنة

لا يصح قول أنّ صلاة الجمعة سنّة، بل هي فرض عينٍ على كلّ رجلٍ مكلفٍ عاقلٍ مسلم، وقد أجمع أهل العلم على أنّها فرض عين، وقد قال ابن عبد البر في الاستذكار: “وَأَجْمَعَ عُلَمَاءُ الْأُمَّةِ أَنَّ الْجُمُعَةَ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ حُرٍّ بَالِغٍ ذَكَرٍ يُدْرِكُهُ زَوَالُ الشَّمْسِ فِي مِصْرٍ مِنَ الْأَمْصَارِ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْمِصْرِ غَيْرِ مُسَافِرٍ” ولا يباح لأي مسلم، وجبت عليه أن يتخلف عنها بحجة قول أنّ بعض أهل العلم قالوا هي فرض كفاية أو سنّة، ومن تخلف عنها بهذه الحجة فهو جاهل وعاصٍ لأمر الله ورسوله، فلم يقل أحدٌ أنها سنة من أهل العلم والله أعلم.[6]

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

سنة صلاة الجمعة هو عنوان هذا المقال، الذي تم فيه بيان السنة القبلية لصلاة الجمعة والسنّة البعدية، كما تمّ التعرف على سنن يوم الجمعة، وحكم صلاة الجمعة في الإسلام.