هل يجوز للحائض دخول الحرم

هل يجوز للحائض دخول الحرم

هل يجوز للحائض دخول الحرم من أجل الدعاء فيه أو من أجل الذكر والتسبيح والتضرع إلى الله -تبارك وتعالى-، حيث إنّ المرأة لا تستطيع ضبط عادتها الشهرية وربما تكلفت عناء السفر من قطر إلى آخر من أجل الوصول إلى الحرم المكي والدعاء فيه، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع الحكم الشرعي لذلك وهل يجوز للحائض الطواف حول الكعبة وهل يصح أن ترى الكعبة المشرفة وما إلى ذلك من الأمور.

هل يجوز للحائض دخول الحرم

لا يجوز للحائض الدخول إلى الحرم والمكوث فيه، وقد ورد ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمّا أمر النساء أن تخرج لصلاة العيد وذوات الخدور وحتى الحائض، إلا أنّه أمر الحائض أن تعتزل المصلى، أمّا مجرد المرور في الحرم من أجل قضاء أمر أو حاجة وهي آمنة من نزول الدم، فإنّه أمر لا بأس به، والله هو الأعلم بالصواب.[1]

شاهد أيضًا: حكم صلاة العيد للحائض في المسجد

حكم طواف الحائض بالكعبة

إنّ طهارة المرأة من الحيض هو شرط أساسي من أجل صحة الطواف، ولا يصح للمرأة أن تأتي بالطواف دون طهارة؛ لأنّ الطواف مثله مثل الصلاة، ولكن قد تضطر المرأة إلى الطواف إن كانت لا تستطيع البقاء في مكة حتى تطهر على سبيل المثال فاختلف العلماء في هذه المسألة، فقال بعضهم وهو مذهب الشافعية والمالكية والمشهور من مذهب الحنابلة أنّه لا يصح طوافها حتى ولو كانت مضطرة لذلك.[2]

أمّا الحنفية، فقد قالوا بجواز طوافها وهي على حيضها؛ لأنّ الطهر من الحيض هو واجب يُجبر بالدم، وذلك قول عند الحنابلة، واختلفوا في الدم هل هو شاة أم بدنة فقيل شاة وقال الحنفية بل هي بدنة، وقال جمع من العلماء أنّها لو عجزت عن التطهر صح طوافها ولا دم عليها وهو ا اختاره ابن القيم وابن تيمية -رحمهما الله-.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز دخول ساحة الحرم المكي للحائض

هل يجوز للحائض دخول الحرم المكي للدعاء

لم يحدد العلماء سبب المكث في الحرم المكي للحائض، وقالوا بأنّ المكوث فيه حرام وهو ما أشار إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غير موضع من الأحاديث النبوية الشريفة، أما مجرد الدخول إلى الحرم المكي مرورًا أو من أجل أخذ حاجة والخروج، فإنّه لا بأس فيه، ولو فعلت الحائض مثل ذلك -أي أن مكثت به- فعليها أن تسارع إلى التوبة لله تعالى، وتستغفر مما اقترفته من الذنب.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز للمراة السفر للعمرة والحج بدون محرم

هل يجوز للحائض دخول المسجد النبوي إسلام ويب

ذكر إسلام ويب حرمانية دخول المرأة الحائض إلى المسجد النبوي ونصّ الفتوى هو:

“يحرم على المرأة الحائض، وكذلك النفساء دخول المسجد سواء كان المسجد النبوي للزيارة، أو المسجد الحرام، أو أي مسجد آخر. لعموم قوله -صلى الله عليه وسلم-: “إني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب”، وهي إن لم تتمكن من دخول المسجد النبوي للزيارة، فإن الله تعالى يعطيها أجرها وافياً لقوله -صلى الله عليه وسلم-: “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى”، ولأن المانع لها من دخول المسجد هو امتثال أمر الله تعالى وهي بعدم دخولها المسجد مطيعة لربها؛ لأنه حرم عليها ذلك حال حيضها”.[3]

شاهد أيضًا: هل يسمح بدخول الأطفال الحرم المكي

حكم مكوث الحائض في المسجد للتعلم

إن مكث الحائض في المسجد من أجل التعلم أو تعليم القرآن هو أمر غير جائز في الشريعة الإسلامية هذا ما عليه جمهور أهل العلم والفقه، والدليل على ذلك ما ورد ي سورة النساء من قول الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقْرَبُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمْ سُكَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِى سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُواْ ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰٓ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ ٱلْغَآئِطِ أَوْ لَٰمَسْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا}.[4]

إذ يُمكن أن يؤدي دخول المرأة الحائض إلى المسجد ومكوثها فيه أن تلوثه وهو المكان الطاهر للصلاة، وحتى ولو أمنت التلوث، فإنّ ذلك أحوط وأفضل وعلى المسلم أن يمتثل إلى أمر الله فيقول سمعنا وأطعنا.[5]

شاهد أيضًا: ما هو اجر الصلاة في الحرم المكي

هل يجوز للحائض رؤية الكعبة

لا يحرم على الحائض رؤية الكعبة المشرفة شريطة ألا تدخل إلى المسجد الحرام ولا إلى الصحن؛ لأنّ المرأة الحائض لا يجوز لها الدخول والمكوث في المسجد، على أنّ المسجد الحرام له شرف على باقي المساجد، ويتأكد ذلك في حقه، والله أعلم بالصواب.[5]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجوز للحائض دخول الحرم وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة، وأضأنا على حكم مرور المرأة الحائض في المسجد وهل يختلف المرور في المسجد عن المكوث فيه ونحو ذلك من الأمور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *