هل يجوز تأخير طواف الافاضة مع الوداع

ذكر أهل العلم أنه يجوز للمسلم تأخير طواف الإفاضة مع الوداع، فيطوف طوافًا واحدا يجزئ عن الطوافين، لكن الأفضل أن يطوف الطوافين، والأكمل من ذلك كله أن يطوف للإفاضة يوم العيد بعد رمي جمرة العقبة الكبرى، ويذبح الهدي ويحلق شعره، ثم لو أراد السفر من مكة يطوف طواف الوداع، والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: عدد أشواط الطواف بالكعبة هي

حكم جمع طواف الإفاضة مع طواف الوداع

لا حرج على المسلم أن يجمع طواف الإفاضة مع طواف الوداع، حيث إن المسلم لو أخر طواف الإفاضة ثم أراد السفر وعزم عليه فطاف عند سفره بعدما رمى الجمار وأنهى مناسك الحج، فإن طواف الإفاضة يجزئه عن طواف الوداع، ولو طافهما بطواف واحد، ولو طافهما طوافين فخيرٌ على خير، ولو اكتفى بواحد أجزأه والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: ماذا يقال عند بداية الطواف

حكم تأخير طواف الإفاضة إلى آخر ذي الحجة

أخبر العلماء والفقهاء أنّه يجوز للإنسان أن يؤخر طواف الإفاضة إلى سفره، فإذا طاف عند سفره كفاه عن طواف الوداع إلا إذا تأخر سفره إلى ما بعد شهر ذي الحجة فهنا يجب عليه أن يطوف طواف الإفاضة في شهر ذي الحجة، ولو أنّه أخر طواف الإفاضة إلى سفره فطافه بنية الإفاضة فقط أجزأه عن طواف الوداع، وإن طافه بنية الوداع فقط لم يجزئه عن طواف الإفاضة، وإن طاف عنهما جميعا أجزأه عنهما جميعا، ولهذا يجب أن ينتبه إذا أخر طواف الإفاضة إلى السفر ألا ينسى طواف الإفاضة؛ لأن كثيراً من الناس ربما إذا أخره إلى السفر وطاف عند السفر لا ينوي إلا طواف الوداع والله أعلم.[3]

طواف الإفاضة وحكمه

إن الإفاضة تعني الزحف والدفع بالسير بكثرة، ولا يكون عن تفرق وجمع، وأصل الإفاضة أي الصب، ويقال طواف الإفاضة يوم النحر يفيض المسلمون من منى إلى مكة فيطوف ثم يرجع، وطواف الإفاضة ركنٌ من أركان الحج لا يصح الحج بدونه أبدًا ولا ينوب عنه أيّ شيءٍ من الأعمال ولا يجبر تركه بدم والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: ما هي صفة حج التمتع وخطواته

وقت طواف الإفاضة

يشترط في وقت طواف الإفاضة الوقوف بعرفة قبله، ويسن أن يكون طواف الإفاضة يوم النحر أول النهار بعد رمي الجمرات والنحر والحلق وهو أفضل وقتٍ لبدايته، لكن أهل العلم اختلفوا في تحديد أول وقته، فمنهم من قال أن أول وقت طواف الإفاضة يكون بعد منتصف ليلة النحر لمن وقف بعرفة قبله، وآخرون قالوا أنه بدايته تكون بعد طولع الفجر الثاني يوم النحر، ولو أخر طواف الإفاضة لأيام التشريق فطوافه صحيح، وليس لآخر وقته وقت محدد ولا يلزم تأخيره دم والله ورسوله أعلم.

طواف الوداع وحكمه

ذهب الشافعية والحنابلة إلى أن طواف الوداع يجب على كل من أراد الخروج من مكة مسافة القصر ولو كان غير حاج أو معتمر بل ولو كان من أهلها، والمالكية وإن ذهبوا إلى أن طواف الوداع مندوب وليس واجباً إلا أنهم نصوا على أنه يندب لكل خارج من مكة ولو قدم لغير نسك كتجارة ونحوها، وأما الحنفية فإن طواف الوداع عندهم واجب في الحج فقط، والقول الراجح هو قول الشافعية والحنابلة، فطواف الوداع واجب على كن من خرج من مكة إلا الحائض والله أعلم.[5]

سبب تسمية طواف الإفاضة بهذا الاسم

سمي طواف الإفاضة بهذا الاسم لأنّه يأتي بعد إفاضة الحاج من منى إلى مكة، وسمي بطواف الزيارة لأن الحاج يأتي من منى لزيارة البيت ولا يقيم بمكة بل يرجع إلى منى، ولم يقتصر اسمه على اسمين فحسب بل سمي طواف الصدر وطواف الواجب وطواف الركن وطواف الفرض، وذلك اعتبارًا لحكمه الشرعي والله أعلم.

في ختام هذا المقال نكون قد تعرفنا على هل يجوز تأخير طواف الافاضة مع الوداع، والذي تمّ من خلاله أيضًا التعرف على الأحكام الشرعية لطواف الإفاضة وحكمه ووقته وحكم تركه للمسلم في الحج أو في العمرة.