ما هي شروط الاضحيه من الضان

ما هي شروط الاضحيه من الضان في الشريعة الإسلامية؛ حيث إنّ المسلم قد لا يتمكّن في كثير من الأحيان من الرجوع إلى أصل أقوال العلماء في مسألة شروط الأضحية، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيُفصل هذه المألة، ويضيء على بعض الأحكام الخاصة بالأضاحي وكيفية توزيعها وجواز اشتراك أكثر من شخص بها ونحو ذلك من الأمور.

تعريف الأضحية

الأضحية هي ما يذبحه المسلم من بهيمة الأنعام أي من الغنم أو البقر أو الإبل تقربًا إلى الله تعالى من بعد أداء صلاة عيد الأضحى حتى آخر يوم من أيام التشريق، وقد ذكرت عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- في ذلك: “أنَّ رَسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أمَرَ بكبشٍ أقرَنَ، يطَأُ في سوادٍ، ويَبْرُكُ في سوادٍ، وينظُرُ في سوادٍ؛ فأُتِيَ به ليُضَحِّيَ به، فقال لها: يا عائشةُ، هَلُمِّي المُدْيَةَ. ثم قال: اشْحَذِيها بحَجَرٍ، ففَعَلَتْ: ثمَّ أخَذَها وأخَذَ الكَبْشَ فأضجَعَه، ثم ذبَحَه، ثمَّ قال: باسْمِ اللهِ، اللهُمَّ تقبَّلْ مِن محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ، ومنْ أمَّةِ محمَّدٍ. ثم ضحَّى به”.[1]

شاهد أيضًا: حكم دفع قيمة الاضحية للجمعيات الخيرية

ما هي شروط الاضحيه من الضان

إنّ للأضحية من الضأن مجموعة من الشروط التي لا بدّ من الإشارة إليها وهي:[2]

• أن تبلغ السن المحدد لها في الشرع أي أن تكون جذع.
• أن تكون خالية من العيوب الظاهرة مثل العور الذي تنخسف به العين انخسافًا أو المرض الذي يُقعد مثل أن يصيب البهيمة حمى تقعدها عن الطعام، أو العرج البيّن الذي يمنع البهيمة من مماشاة السليمات، أو الهزال الذي يزيل المخ.
• أن تكون ملكًا للمضحي، أي لا يستطيع المسلم أن يُضحي بما ليس له بأي وسيلة تمليك مثل الهبة أو الشراء أو نحوها.
• أن لا يكون للأضحية حقّ لآخر بها، فلا يجوز للمسلم أن يضحي بالبهيمة المرهونة مثلًا.
• أن يُضحى بها في الوقت المحدد في الشريعة الإسلامية وهو من بعد صلاة العيد في الأضحى حتى آخر يوم من أيام التشريق.

شاهد أيضًا: حكم الاضحية على المقتدر

حكم الأضحية

إنّ حكم الأضحية في الإسلام سنة على رأي جمهور أهل العلم من الفقهاء، وتفرد الأحناف بقولهم بوجوب الأضحية على المستطيع، واستدلوا على ذلك بما روي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: “صَلَّى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- الظُّهْرَ بالمَدِينَةِ أرْبَعًا، والعَصْرَ بذِي الحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، فَبَاتَ بهَا، فَلَمَّا أصْبَحَ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ، فَجَعَلَ يُهَلِّلُ ويُسَبِّحُ، فَلَمَّا عَلَا علَى البَيْدَاءِ لَبَّى بهِما جَمِيعًا، فَلَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ أمَرَهُمْ أنْ يَحِلُّوا، ونَحَرَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بيَدِهِ سَبْعَ بُدْنٍ قِيَامًا، وضَحَّى بالمَدِينَةِ كَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ”.[3]

شاهد أيضًا: كم عمر الأضحية من الغنم

كم شخص يشترك في أضحية الغنم

لا يُمكن الاشتراك في ثمن أضحية الغنم كأن يشترك بها شخصان فأكثر، فإنّ ذلك لا يُجزئ، إذ لم يرد هذا الفعل عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا عن الصحابة رضي الله عنهم، وأما في البعير أو في البقرة، فيجوز أن يشترك حتى السبعة أشخاص فقط، فالأصل في العبادات أنها توقيفية لا يُمكن الاجتهاد في الكمية أو الكيفية، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز للمرأة أن تذبح الأضحية

أفضل وقت لذبح الأضحية

إنّ أفضل وقت لذبح الأضحية هو من بعد صلاة العيد كما كان يفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم يكون أول شيء يأكله المسلم في العيد من أضحيته، أمّا الوقت المتاح لذبح الأضحية، فقد قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: “من بعد صلاة العيد يوم النحر إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، فتكون أيام الذبح أربعة: يوم العيد بعد الصلاة، وثلاثة أيام بعده، فمن ذبح قبل فراغ صلاة العيد، أو بعد غروب الشمس يوم الثالث عشر لم تصح أضحيت”، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: حكم الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد الأضحية

طريقة تقسيم ذبيحة العيد

ذكر العلماء أنّ أدنى الكمال في مسألة تقسيم الأضحية هي أن تقسم على ثلاثة أقسام، فقسم يأكل منه أهل البيت، وقسم للهدايا وقسم يوزع للفقراء، أي أن تكون ثلاثة أثلاث، وقد ورد عن الصحابي الجليل عبد الله بن واقد -رضي الله عنه- أنه قال: “نَهَى رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن أَكْلِ لُحُومِ الضَّحَايَا بَعْدَ ثَلاثٍ، قالَ عبدُ اللهِ بنُ أبي بَكْرٍ: فذَكَرْتُ ذلكَ لِعَمْرَةَ، فقالَتْ: صَدَقَ، سَمِعْتُ عائِشةَ، تَقولُ: دَفَّ أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِن أهْلِ البادِيَةِ حَضْرَةَ الأضْحَى زَمَنَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ادَّخِرُوا ثَلاثًا، ثُمَّ تَصَدَّقُوا بما بَقِيَ، فلَمَّا كانَ بَعْدَ ذلكَ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ النَّاسَ يَتَّخِذُونَ الأسْقِيَةَ مِن ضَحاياهُمْ، وَيَجْمُلُونَ منها الوَدَكَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: وما ذَاكَ؟ قالوا: نَهَيْتَ أنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الضَّحايَا بَعْدَ ثَلاثٍ، فقالَ: إنَّما نَهَيْتُكُمْ مِن أَجْلِ الدَّافَّةِ الَّتي دَفَّتْ؛ فَكُلوا وادَّخِرُوا وتَصدَّقُوا”.[6]

لماذا شرعت الأضحية

شرعت الأضحية من أجل شكر الله -تبارك وتعالى- على كافة النعم التي في الحياة، وهي تُكسب صاحبها ثوابًا عظيمًا، فلعل الله -تبارك وتعالى- يعفيه من النار أي يعتقه منها، وهي إحياء لسنة إبراهيم -عليه السلام- لمّا نجاه الله من ذبح ابنه وفداه بكبش عظيم.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال ما هي شروط الاضحيه من الضان وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة، وأضأنا على الحكم الشرعي لتشريع الأضحية وكيف تُقسم في الإسلام.