هل يجوز ذبح الأضحية في الليل

إنّ جواز ذبح الأضحية في الليل هو أمرٌ فيه تفصيل بين العلماء، فقد قال الجمهور إنّ الذبح ليلًا مكروه كما نقل عنهم الإمام النووي، وأما الإمام مالك فقد منعه، وقال بأنّه من ذبح ليلًا لم تجزئ أضحيته، ونُقل المنع كذلك عن الإمام أحمد بن حنبل في إحدى الروايات، ولكن الأصح المروي عنه أنّه كرهه كذلك مثل الجمهور، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: كم عمر الأضحية من الغنم

متى يبدأ وقت الذبح

يبدأ وقت ذبح الأضحية بعد طلوع شمس اليوم العاشر من ذي الحجة، بعد أن يدخل وقت صلاة الضحى، وبعد أن يمضي وقت بمقدار ركعتين وخطبتين خفيفتين، وهذا ما عليه الشافعية والحنابلة، وقد جاء عن الحنابلة أيضًا أنّ الوقت وبشكل أدق أن يكون الذبح بعد صلاة الإمام صلاة العيد وخطبته.[4]

وذلك بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ به في يَومِنا هذا نُصَلِّي، ثُمَّ نَرْجِعُ فَنَنْحَرُ، فمَن فَعَلَ ذلكَ، فقَدْ أصابَ سُنَّتَنا، ومَن ذَبَحَ، فإنَّما هو لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأَهْلِهِ ليسَ مِنَ النُّسُكِ في شيءٍ، وكانَ أبو بُرْدَةَ بنُ نِيارٍ قدْ ذَبَحَ، فقالَ: عِندِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِن مُسِنَّةٍ، فقالَ: اذْبَحْها ولَنْ تَجْزِيَ عن أحَدٍ بَعْدَكَ”،[5] فمن نحر قبل بدء هذا الوقت، فإنّه لا يُعدُّ أضحية، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز للمرأة أن تذبح الأضحية

متى ينتهي وقت الذبح

أمّا انتهاء وقت النحر، فقد قال العلماء إنّ آخر وقت لذبح الأضحية هو غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجّة المعظّم، وعليه تكون أيام النحر هي اليوم الأول للعيد، ثمّ الأيام الثلاثة التي تليه، وهذا ما عليه الشافعية وبعض السلف والخلف، فمن ضحّى بعد ذلك فلا أضحية له، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: حكم الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد الأضحية

هل يجوز الذبح بعد المغرب

إنّ الذبح بعد المغرب يعني في الشريعة الذبح ليلًا كون الليل يبدأ بعد الغروب، وقد مرّ آنفًا أنّ مسألة الذبح خلافيّة بين العلماء، فجمهور العلماء قالوا بكراهة ذبح الأضحية في الليل، ولم يحرموا ذلك، أمّا الإمام مالك -رضي الله عنه- فقد منع ذلك، وهذا ما روي عن أحمد بن حنبل -رضي الله عنه- في رواية من الروايات، ولكن الرواية الأصح عنه أنّه مكروه مثل الجمهور، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: ما الفرق بين الهدي والاضحية والعقيقة

ما يجزئ في الأضحية

إنّ ما يجزئ في الأضحية قد ورد في حديث شريف يقول فيه صلى الله عليه وسلم: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ”،[6] والمسنة من البقر والغنم والإبل هي الثنية فما فوق، وأمّا الجذعة فهي من الضّأن فقط، فالثنية من البقر هي التي بلغت سنتين، والثنية من الإبل هي التي بلغت خمس سنوات، والثنية من الغنم “الضأن والمعز” هي التي بلغت سنة، والجذعة من الضّأن هو ما أتمّ ستة أشهر.[7]

وأمّا فيما يختص بسلامتها من العيوب فقد وردت تلك العيوب في حديث شريف، ففي حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- أنّه قال: “قامَ فينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وأصابعي أقصَرُ من أصابعِهِ، وأَناملي أقصرُ من أَناملِهِ فقالَ: أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحيِّ العوراءُ بيِّنٌ عورُها، والمريضةُ بيِّنٌ مرضُها، والظالع بيِّنٌ ظلعُها، والكَسيرُ الذي لا ينفي. قالَ [يعني عبيدَ بن فيروزَ] قُلتُ: فإنِّي أَكْرَهُ أن يَكونَ في السِّنِّ نقصٌ. قالَ: ما كرِهْتَه فدعهُ ولا تُحرِّمهُ على أحدٍ”،[8] والله أعلم.[7]

مقالات مختارة

نرشح لك قراءة المقالات التالية:

وإلى هنا يكون قد تم مقال هل يجوز ذبح الأضحية في الليل بعد الوقوف على حكم الذبح ليلًا، والوقوف على بعض الأحكام المتعلقة بالأضحية مثل الشروط المعتبرة فيها والعيوب المانعة لها وغير ذلك.