خطبة في فضل صيام عاشوراء

خطبة في فضل صيام عاشوراء

خطبة في فضل صيام عاشوراء، فَفي السنة الهجرية التي تتعلق بتاريخ المسلمين ومواعيد عباداتهم الكبرى بشهورها وأيامها المحددة، هناك العديد من الأيام التي لها فضل عظيم عند الله تعالى، فجعل فيها أشكال العبادة بأضعاف الأجر والثواب من العبادات التي تؤدى في أيام أخرى، كما هو الحال مع يَوم عَاشوراء الذي يستحب الصيام فيه لما له من فَضل عظيم، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نقدم خطبة جمعة مكتملة العناصر عن فَضل صيام هذا اليوم.

مقدمة خطبة في فضل صيام عاشوراء

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، الذي أنجانا من ظلمات الجهل وهدانا لصراطه المستقيم، ولم يكلنا لأنفسنا، ويجعلنا من المغضوب عليهم والضالين، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، فمن يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، فالحمد لله على الهداية ونعمة الدين، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وسلام على المرسلين ومن تبعهم  بإحسان ليوم الدين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

خطبة في فضل صيام عاشوراء

في خطبة يوم الجمعة، يقوم الإمام بتقديم خطبتين متتاليتين، يفصل بينهما استراحة بسيطة يتوقف فيها الإمام عن الكلام، وينهيها بالدعاء للإسلام وأمة المسلمين، واستبيانها وفق الآتي:

الخطبة الأولى في فضل صيام عاشوراء

فاعلموا عباد الله، أن الله تعالى خلق الأيام والشهور والسنين، وفضل بعضها على بعض، وجعل في بعضها هذا الفضل العظيم حتى يسهل لعباده أبسط أسباب نزول رحمته عليهم، ومن هذا الشهور الأشهر الحرم التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز بقوله: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}[1]، ومن خير الأشهر فيها شهر محرم الذي يعظم ثوابه بالصوم بعد شهر رمضان، فعن أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: “سُئِلَ [أي النبي صلى الله عليه وسلم]: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقالَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ”[2].

ومن خير أيام هذا الشهر يأتي يَوم عَاشوراء بفضله الكبير عند الله تعالى، الذي جعل له من الفضل ما يعادل تكفير سنة كاملة، فقد روى الصحابي الجليل أبو قتادة -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: “صيامُ يومِ عاشوراءَ، إنِّي أحتَسِبُ على اللَّهِ أن يُكَفِّرَ السَّنةَ الَّتي قبلَهُ”[3]، ولشدة فضل صِيامه عند الله تعالى، كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يتحرى هذا اليوم كما يتخرى شهر رمضان المبارك، فقد حدث الصحابي عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- عن ذلك بقوله: “ما رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ؛ يَومَ عَاشُورَاءَ، وهذا الشَّهْرَ. يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ”[4]، فانظروا عباد الله هذا الفضل العظيم الذي خصه ربكم بهذا اليوم، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، يعظكم لعلكم تهتدون.

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام عاشوراء قبل قضاء دين رمضان

الخطبة الثانية في فضل صيام عاشوراء

الحمد لله حمداً كثيراً، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلاً، والحمد لله حتى يرضى عنا، والحمد لله بعد تمام الرضا، والحمد لله الذي ثبتنا على هذا الدين ولم يجعل لقلوبنا فيه تبديلاً، فاذكروا الله في خلواتكم ذكراً جميلاً، وعمروا قلوبكم بالصلاة على شفيعنا وحبيبنا، فِإن الله وملائكته يصلون على النبي، فيا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، وتذكروا عباد الله أن من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأما بعد:

فاعلموا عباد الله أن صيام هذا اليوم هو اقتداء بخير القدوة، وإن كان لم يفرضه علينا، وإنما هو من خير السنن وأحبها إلى الله تعالى، فقد حافظ على صيامه قدوتنا ومعلمنا وسيد الخلق نبي الإسلام محمد -عليه الصلاة والسلام- في أيام الجاهلية، وبعد انتشار الدعوة وفرض صيام شهر رمضان المبارك، مبيناً لنا سبب صيامه وفضل ذلك، فَعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: “قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عاشُوراءَ، فَقالَ: ما هذا؟ قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ؛ هذا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. قالَ: فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ”[5]، فانظروا عباد الله إلى هذا الفضل العظيم، ولا تضيعوه حتى لا تكونوا في الآخرة من الخاسرين.

اقرأ أيضًا: قصة فضل صيام يوم عاشوراء

دعاء خطبة في فضل صيام عاشوراء

عباد الله، قال الله تعالى في كتابه الحكيم: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[6]، وإني لداعي لي ولكم في هذا اليوم الفضيل، فأمنوا:

  • اللهمَّ اهدِنا فيمَن هدَيتَ وعافِنا فيمَن عافَيتَ وتوَلَّنا فيمَن توَلَّيتَ وبارِكْ لنا فيما أعطَيتَ وقِنا شَرَّ ما قضَيتَ إنَّك تَقضي ولا يُقضى عليكَ إنَّه لا يَذِلُّ مَن والَيتَ تَبارَكتَ ربَّنا وتَعالَيتَ.
  • اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، واحشرنا في الآخرة مع النبي وصحابته الأبرار، ولا تزغ قلوبنا عن ذكرك يا قوي ويا جبار.
  • اللهم كما بلغتنا عام جديد في هذه الحياة الدنيا، ارزقنا فضل أيامه كلها، ولا تجعلنا فيه من الغافلين عن طاعتك، والخارجين من رحاب رحمتك.
  • اللهم يا ذا العرش العظيم، نسألك بعظيم سلطانك أن تتلطف بنا وترحمنا وتقبل نولتنا إليك يا تواب ويا رحيم.
  • وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعون، وعلى من اتبع الهدى من الصالحين.  

اقرأ أيضًا: بالصور فضل صيام يوم عاشوراء

خاتمة خطبة في فضل صيام عاشوراء

عباد الله، لقد نبهنا الله تعالى إلى مآل الأمور بإذنه ومشيئته، وهو الذي قال في كتابه العزيز: {ومَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}[7]، فلا تصموا آذانكم وتغضوا أبصاركم عما يسره الله لكم من رحمة كبيرة، إن الموت ليده والحياة ليده ولا يعلم أحدكم أجله، فاعملوا عملاً تبيض فيه وجوهكم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى خالقكم ولا شفاعة لكم فيه إلا عملكم، فأكثروا من العبادات والطاعات، واقتدوا بفعال وأعمال نبيكم -عليه الصلاة والسلام- حتى تستحقوا شفاعته يوم القيامة، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، أقم الصلاة أثابنا وأثابكم الله. 

اقرأ أيضًا: فضل صيام عاشوراء وتاسوعاء ابن عثيمين

خطبة في فضل صيام عاشوراء pdf

لطالما كان منبر المسجد هو منبر النبي -عليه الصلاة والسلام- حيث كان يخطب بالمسلمين ويهديهم ويعلمهم أصول الدين، ونظراً لأهمية هذه الخطبة بالوعظ والهداية، نقدمها كملف بصيغة PDF يمكن تحميله “من هنا“، حتى يتسنى للمهتمين تحميله والاستفادة منه بما فيه الخير والصلاح.

اقرأ أيضًا: فضل صيام عاشوراء بالإنجليزي

خطبة في فضل صيام عاشوراء doc

هناك عدة سبل للاستفادة من هذه الخطبة الهامة، ولتحقيق شتى السبل في ذلك، نقدمها كملف بصيغة Doc يمكن تحميله “من هنا“، حتى يتسنى للمهتمين التعامل معه كملف وورد، ويسهل طباعته على الورق وجعله مرجع أرشيفي، يمكن الاستفادة منه وقت الحاجة، والله ولي التوفيق. 

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان خطبة في فضل صيام عاشوراء، والذي قدمنا من خلاله خطبة كاملة العناصر عن فَضل صِيام هذا اليوم، كما قدمنا هذه الخُطبة كملف بصيغة PDF وDoc حتى يتم الاستفادة منها بكافة الأوجه الممكنة.

المراجع

  1. ^ سورة التوبة , الآية 36
  2. ^ صحيح مسلم , أبو هريرة، مسلم، 1163، صحيح
  3. ^ صحيح ابن ماجه , أبو قتادة، الألباني، 1424،  صحيح
  4. ^ صحيح البخاري , عبدالله بن عباس، البخاري  2006، صحيح
  5. ^ صحيح البخاري , عبدالله بن عباس، البخاري، 2004، صحيح
  6. ^ سورة البقرة , الآية 186
  7. ^ سورة الأنعام  , الآية 32

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *