حكم قيام العشر الأواخر من رمضان

حكم قيام العشر الأواخر من رمضان

حكم قيام العشر الأواخر من رمضان وحكم تقسيم صلاة التراويح في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وعديد الأحكام الشرعية والمعلومات الدينية حول صلاة التراويح في العشر الأواخر من شهر رمضان تحديدًا هي ما يبحث عنه المسلمون بكثرة، فهذه العشر قد أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم بالاجتهاد في العمل الصالح، وبتحري ليلة القدر، ومن خلال موقع مقالاتي سيتم بيان حكم ووقت قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان وكم عدد ركعاته.

حكم قيام العشر الأواخر من رمضان

إنّ حكم قيام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك هو سنّة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لعموم الأدلة الشرعية والأحاديث النبوية التي تدلّ على ذلك، وقد نُقل الإجماع عن أهل العلم في ذلك وممّن نقله النووي والصنعاني، وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ. فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالأمْرُ علَى ذلكَ”.[1]

كذلك ورد عن أبو ذر الغفاري رضي الله عنه أنّه قال في الصحيح: “صُمنا, فلم يُصَلِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بنا, حتَّى بقي سبعٌ من الشَّهرِ, فقام بنا حتَّى ذهب ثلثُ اللَّيلِ, ثمَّ لم يقُمْ بنا في السَّادسةِ, وقام بنا في الخامسةِ حتَّى ذهب شطرُ اللَّيلِ, فقلنا : يا رسولَ اللهِ لو نفلتَنا بقيَّةَ ليلتِنا هذه, فقال : إنَّه من قام مع الإمامِ حتَّى ينصرِفَ كُتِب له قيامُ ليلةٍ, ثمَّ لم يُصَلِّ بنا حتَّى بقي ثلاثٌ من الشَّهرِ, فصلَّى بنا في الثَّالثةِ, ودعا أهلَه ونساءَه, فقام بنا حتَّى تخوَّفنا الفلاحَ, قلتُ : وما الفلاحُ ؟ قال : السَّحورُ”.[2] فلا خلاف بين أهل العلم على سنّيتها ولا على استحبابها والله أعلم.[3]

شاهد أيضاً: الأعمال المستحبة في العشر الاواخر من رمضان

حكم تقسيم قيام الليل في العشر الأواخر إلى قسمين

يباح للمسلم أن يقوم بتقسيم قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان إلى قسمين أو أكثر من ذلك، فلا خلاف على أنّ إحياء ليالي رمضان كلّها بالقيام والصلاة والعبادة، وزيادة الاجتهاد في العشر الأواخر مستحب، وذلك طلبًا للمغفرة والثواب، وتحريًا لليلة القدر، وصلاة الليل في رمضان هي التراويح التي يتخللها أخذ الراحة بين ركعاتها ومن هنا جاء اسمها، لذلك فالأمر فيها واسع ويباح تقسميها ويجوز للمسلم أن يصلي ما يشاء من الليل في أي وقتٍ يشاء، حتى أن الكثير من أهل العلم قالوا يُندب تقسيمها لتشمل الليل كلّه، فلا تحديد لركعات التراويح ولا تحديد لوقتها بين العشاء والفجر، فكل الليل مباحٌ فيه وللمسلم أن يصلي كيفما شاء فيه والله أعلم.[4]

اقرأ أيضًا: فضل العشر الاواخر من شهر رمضان

كيف يكون قيام العشر الأواخر من رمضان؟

بعد بيان حكم قيام العشر الأواخر من رمضان لا بدّ من بيان كيف يكون قيام العشر الأواخر من رمضان؟ حيث بيّن أهل العلم أن وقت قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان وفي غيره من سائر الشهور والليالي هو ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، والأفضل أن تكون في آخر الليل حين يكون الثلث الأخير من الليل، وتكون الصلاة مثنى مثنى يسلم من كل تسليمة، وفي العشر الأواخر يزيد المسلمون من اجتهادهم فيقسمون قيام الليل في العشر الأواخر لقسمين يكون في أول الليل عشر ركعات، ويسمونها التراويح، وعشرًا في آخر الليل مع الوتر بثلاث ركعات، ويسمونها القيما، ويجوز تسميتها كلّها التراويح، وذلك اغتنامًا لفضل وبركة هذه الليالي المباركة، ويجوز للمسلم أن يصلي ما شاء من الركعات دون تحديد والله ورسوله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: خطبة عن فضل العشر الاواخر من رمضان وليلة القدر

ما حكم صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان؟

إنّ صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان وفي غيرها مشروعة وهي سنة مستحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي في العشر الأواخر أكثر استحبابًا، ولا تكون مشروعةً في المسجد إلا في العشر الأواخر من رمضان، ذلك أنّ النبي صلى لله عليه وسلم صلاها في المسجد، كما ورد في صحيح البخاري ومسلم، لكن اختلف أهل العلم في استحبابها في البيت أم في المسجد، وخلاصة القول أنّ الأمر يرجع للمسلم ولنشاطه وخشوعه، فإن كان مع الجماعة أنشط وأخشع فصلاة التهجد في الجماعة أفضل، وأكثر استحبابًا، ولو كان لوحده أنشط وأخلص لله، فصلاة التجهد منفردًا أفضل والله ورسوله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: كلمة عن العشر الأواخر من رمضان

كم عدد ركعات صلاة القيام في العشر الاواخر من رمضان؟

لا فرق بين عدد ركعات صلاة القيام في العشر الأواخر من رمضان وبين غيرها، فقد ذكر أهل العلم أنها سنة مؤكدة ومندوبة، وأقلّ ما يجزئ عنها هي ركعة الوتر يصليها المسلم على الصحيح من أقوال أهل العلم، وللمسلم أن يوتر ما يشاء، وأما أكثر ركعاتها فغير محدد، والسّنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه لم يزد على إحدى عشرة ركعة، وقيل إنه صلى ثلاث عشرة ركعة، ولمّا سُئل صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل فأشار إلى أنها مثنى مثنى من غير تحديدٍ لعدد ركعاتها لا في العشر الأواخر ولا في غيرها، فللمسلم أن يصلي القدر الذي تيسر له من عدد الركعات، فيجزئ لو صلى واحدة، ويجزئ لو صلى عشرة، ويجزئ لو صلى عشرين ويجزئ أكثر من ذلك وأقل، وإنّ المسلم كلّما زاد كان خيرًا له والله ورسوله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: من خصائص شهر رمضان أنه فيه ليلة القدر

بهذا نختتم مقال حكم قيام العشر الأواخر من رمضان، والذي بين حكم تقسيم صلاة التراويح إلى قسمين في العشر الأواخر، وذكر كيفية القيام وعدد ركعات صلاة قيام الليل في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم , مسلم/أبو هريرة/759/ صحيح
  2. ^ صلاة التراويح , الألباني/أبو ذر الغفاري/16/إسناده صحيح
  3. ^ dorar.net , صَلاةُ التَّراويحِ (قيامُ رَمضانَ) , 08/03/2024
  4. ^ islamqa.info , تقسيم قيام الليل في العشر الأواخر إلى قسمين , 08/03/2024
  5. ^ islamweb.net , وقت قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان ومن غيره , 08/03/2024
  6. ^ islamweb.net , صلاة التهجد جماعة في المسجد في العشر الأواخر مشروعة , 08/03/2024
  7. ^ islamweb.net , تحقيق القول في عدد ركعات قيام الليل، وأفضل وقت لأدائها , 08/03/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *