حكم الاضحية

حكم الاضحية

ما حكم الاضحية وجميع الأحكام المتعلقة بالأضاحي في الشريعة الإسلامية، فالأضحية هي بمثابة القربان الذي يقدمه العبد لله -تبارك وتعالى- للتقرب منه ونيل رضاه، فيأتي به العبد بعد صلاة العيد متأسيًا بفعل نبيه عليه الصلاة والسلام، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع الحكم الشرعي للأضحية وبعض الأحكام الخاصة بمسألة الأضاحي.

ما حكم الاضحية

إنّ حكم الأضحية هو سنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما ذكر علماء أهل السنة والجماعة، وقد استدلوا على ذلك بما روته عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها قالت: “أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أتى بكبشٍ أقرنَ يطأُ في سوادٍ، وينظُرُ في سوادٍ، ويبرُكُ في سوادٍ فأُتي به لِيُضحِّيَ به قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (يا عائشةُ هَلُمِّي المُدْيَةَ) ثمَّ قال: (حُدِّيها بحجَرٍ) ففعَلتْ فأخَذها وأخَذ الكبشَ، فأضجَعه ثمَّ ذبَحه وقال: (بسمِ اللهِ اللَّهمَّ باسمِك مِن محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ ومِن أمَّةِ محمَّدٍ ) ثمَّ ضحَّى به صلَّى اللهُ عليه وسلَّم”،[1] وبذلك يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضحى عنه وعن كل أمته أضحيته تجزئ غير المتمكن من التضحية، والله أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: حكم توزيع الاضحية

حكم توزيع الاضحية

استحب علماء أهل السنة والجماعة تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أقسام، وقد ذكر الإمام أحمد بن حنبل في ذلك أنّه: “يأكل هو الثلث، ويطعم من أراد الثلث، ويتصدق على المساكين بالثلث. وبعض الفقهاء قال: تجعل نصفين: يأكل نصفا، ويتصدق بنصف”، وقد ذكر ابن عباس -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأكل وأهل بيته الثلث ويُطعم فقراء جيرانه الثلث، ويُعطي الثلث للسؤال.[3]

اقرأ أيضًا: حكم الاشتراك في الاضحية

حكم الاشتراك في الاضحية

يجوز الاشتراك في الأضحية إن كانت من الإبل، أو من البقر وذلك لفعل الصحابة -رضي الله عنهم- ذلك، فقد اشتركوا في الأضحية البقر أو البعير سبعة في الحج والعمرة، وقد ذكر جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- في ذلك فقال: “نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ”، وذكر الإمام النووي -رحمه الله- أنّ هذا الحديث فيه دلالة على الاشتراك في البقر أو الإبل والإجماع على عدم الجواز الاشتراك في الشاة، والله أعلم.[4]

اقرأ أيضًا: حكم ذبح الاضحية

حكم ذبح الاضحية

قال الله تعالى في سورة الحج: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۗ فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ۗ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}،[5] وقد ورد أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد ذبح كبشين أملحين بيده، وسمى عليهما وكبر حتى أنّه وضع رجله على صفاحهما، فذهب جمهور أهل السنة والجماعة إلى أنّها سنة مؤكدة،[6] وما يأتي بيان حكم ذبحها في المسلخ:

اقرأ أيضًا: حكم عدم ذبح الاضحية

حكم ذبح الاضحية في المسلخ

الأفضل للمسلم أن يُباشر ذبح أضحيته بنفسه، فإن لم يستطع أوكل أحد يذبحها، ويشهد هو الذبح فإن لم يستطع مشاهدة ذبحها، فيُمكنها أن يغيب عند الذبح، وعلى ذلك فإنه يجوز ذبحها في المسلخ والأولى أن يحضر ذبيحته، فإن لم يقدر على ذلك أوكل أحد من النّاس يذبحها، والسنة أن يذبحها نفسه لفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك والله أعلم بالصواب.[7]

اقرأ أيضًا: حكم الحلاقة قبل الاضحية

حكم الحلاقة قبل الاضحية

إن حكم الحلق قبل الأضحية أمر مختلف فيه في الشريعة الإسلامية لما ذكره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنه إذا دخلت العشر، وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئاً، وما يأتي بيان آراء العلماء وتفسيراتهم لهذا الحديث:[8]

  • القول الأول: ذهب أصحاب هذا القول إلى استحباب عدم الأخذ من الشعر ولم يوجبوا ذلك، فمن السنة لمن أراد الأضحية أن يكف عن شعره وبشره حتى يضحي، فلو أخذ منهما شيئًا كان ذلك مكروهاً وغير محرم.
  • القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنّه من الواجب على المسلم ألا يأخذ شيئًا من شعر لحيته أو بشره، ولو أنّه فعل ذلك، فإنّه حرام عليه، وهذا مذهب الإمام أحمد بن حنبل وهو ما قال به إسحاق بن راهويه.
  • القول الثالث: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنّه ليس من السنة الكف عن أخذ الشعر والبشرة، ومَن فعل ذلك فهو غير مكروه له، فهو محل وليس محرماً ومَن لم يحرم عليه الطيب واللباس لا يحرم عليه الأخذ من الشعر والبشرة.

اقرأ أيضًا: حكم شراء الاضحية بالدين

حكم شراء الاضحية بالدين

إنّ حكم شراء الأضحية بالدين المؤجل أو المقسط أو الذي يكون لوقت معلوم لا بأس فيه، بل إنّ بعض العلماء استحبوا الاقتراض من أجل شراء الأضحية إن علم من نفسه القدرة على الإيفاء، وهي تجزئه وتصح بإذن الله تعالى، وأمّا مَن كان عنده المال، ولكنّه لا يجد سيولة بين يديه من أجل شراء الأضحية فهو مخاطب بالأضحية؛ لأنّه واجد على الحقيقة وعليه هنا أن يقترض حتى يضحي، والله أعلم.[9]

اقرأ أيضًا: حكم الاضحية على المقتدر

حكم الاضحية على المقتدر

إنّ حكم الأضحية مع القدرة المالية عليها هو سنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي ليست واجبة، فقد ورد عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: “أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أتى بكبشٍ أقرنَ يطأُ في سوادٍ، وينظُرُ في سوادٍ، ويبرُكُ في سوادٍ، فأُتي به لِيُضحِّيَ به قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (يا عائشةُ هَلُمِّي المُدْيَةَ) ثمَّ قال: (حُدِّيها بحجَرٍ) ففعَلتْ فأخَذها وأخَذ الكبشَ، فأضجَعه ثمَّ ذبَحه وقال: (بسمِ اللهِ اللَّهمَّ باسمِك مِن محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ، ومِن أمَّةِ محمَّدٍ) ثمَّ ضحَّى به صلَّى اللهُ عليه وسلَّم”،[1] والأصل في الأضحية أن يكون الشخص مقتدرًا حتى يأتي بها، فالله أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: حكم تقسيم الاضحية

حكم الاضحية عن الميت

إنّ حكم الاضحية عن الميت من غير وصية منه هو أمر مختلف فيه بيع علماء أهل السنة والجماعة إلى عدة أقوال ما يأتي بيانها:[10]

  • القول الأول: ذهب أصحاب المذهب الشافعي إلى جواز الأضحية عن الميت، وذلك أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمّا ضحى عن الميت فإنّه قال: “بسمِ اللهِ اللَّهمَّ باسمِك مِن محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ، ومِن أمَّةِ محمَّدٍ، ثمَّ ضحَّى به صلَّى اللهُ عليه وسلَّم”،[1] ومن المعلوم أنّ من أمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- مَن هو ميت، وهي مثل الصدقة عن الميت، وقد أجمع العلماء على وصول الصدقة للأموات.
  • القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول من الحنابلة إلى أنّ الأضحية عن الميت هي أفضل منها عن الحي، وذلك لعجز الميت وحاجته إلى الثواب ونحوه، ويُعمل بها مثل الأضحية من الأكل والهدية والصدقة.
  • القول الثالث: ذهب أصحاب هذا القول من المالكية إلى أنّ الأضحية عن الميت جائزة يشوبها شيء من الكراهة، فورد في شرح مختصر خليل للخرشي: “يكره للشخص أن يضحي عن الميت خوف الرياء والمباهاة ولعدم الوارد في ذلك، وهذا إذا لم يعدها الميت وإلا فللوارث إنفاذها”.

اقرأ أيضًا: حكم الأضحية لمن لا يستطيع

حكم تقسيم الاضحية

إنّ حكم تقسيم الأضحية مستحب عند العلماء، وهذا ما رآه أصحاب المذهب الحنفي والحنبلي، وقالوا إن الأضحية تُقسم إلى ثلاثة أقسام، فقسم للصدقة وقسم للهدية وقسم للأكل، إذ الأكل من الأضحية مستحب عند عامة أهل العلم والفقه، ويُمكن للمسلم ألا يأكل منها، فيجعلها كلها للفقراء، أمّا بالنسبة لقسم الصدقة، فقد أوجبه أصحاب المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي لقول الله تعالى: {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}.[11] [12]

وذهب أصحاب المذهب المالكي والحنفي إلى استحباب الصدقة وعدم وجوبها، إذ المقصود من التضحية هو إراقة الدماء تقربًا إلى الله تعالى، ولو أكلها كلها لحاجته إليها وحاجته للتوسعة على عياله فلا بأس في ذلك، والله هو الأعلم بكل أمر.[12]

اقرأ أيضا: حكم قص الأظافر في عشر ذي الحجة للنساء

حكم الاضحية لمن لا يستطيع

إنّ الأضحية هي سنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولمّا كانت الأضحية سنة كان لا بدّ من الوقوف مع حكمها بالنسبة للشخص غير القادر على شرائها، خاصّة وأنّ بعض العلماء قالوا بوجوب الأضحية، والوجوب يعني أن يأثم تارك الفعل، لذلك فسيكون فيما يأتي بيان حكم الأضحية لغير المقتدر:

حكم الاضحية لغير المقتدر

إنّ الشخص غير المقتدر على ذبح أضحية لا يلزمه الإسلام بأضحية؛ لأنّه أصلًا غير قادر، أمّا لو كان يقدر على الاستدانة، ومن الإيفاء وهو يعلم القدرة على ذلك، فإنّه يصح له أن يأتي بالأضحية، ويجتهد في وفاء الدين في الوقت المحدد، ولكن ذلك غير ملزم في حقه، والله أعلم.[13]

اقرأ أيضًا: هل يجوز الاشتراك في الأضحية مع الأب

حكم الاضحية خارج البلد

اختلف العلماء في مسألة نقل الأضحية إلى بلد آخر فقالوا:[14]

  • القول الأول: ذهب أصحاب هذا القول إلى كراهية نقل الأضحية من مكان إلى آخر مثل الزكاة إلا أن يكون نقلها إلى أهله أو قوم هم أحوج من أهل بلدته، وهذا رأي أصحاب المذهب الحنفي.
  • القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول إلى عدم جواز نقلها إلى مسافة قصر إلا أن يكون القوم أحوج من أهل البلد، فيجب نقل الأكثر لهم والأقل إلى أهل بيته، وهذا رأي المالكية.
  • القول الثالث: ذهب أصحاب هذا الرأي من الشافعية والحنابلة إلى جواز نقل الأضحية إلى مسافة أقل من مسافة القصر الذي فيه المال.
  • القول الرابع: ذهب أصحاب هذا الرأي إلى جواز نقل الأضحية إلى مكان آخر، وهذا رأي جمع من العلماء المعاصرين، والله أعلم.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الاشتراك في الأضحية مع الأب

حكم اكل الاضحية كاملة

يجوز أكل الأضحية كاملة على رأي أصحاب المذهب المالكي والمذهب الحنفي، إذ الصدقة في الأضحية أمر مستحب في الشريعة الإسلامية؛ لأنّ الأصل في الشريعة الإسلامية أنّ الأضحية شرعت من أجل إراقة الدماء، وليس من أجل الصدقة خلافًا لمصارف الزكاة، ويُمكن للشخص أن يطعمها كلها لأهل بيته بأن يوسع عليهم، والله أعلم.[12]

اقرأ أيضاً: هل يجوز للمرأة أن تذبح الأضحية

حكم عدم ذبح الاضحية

إنّ حكم الأضحية في أصله هو سنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما ذكر جمهور أهل العلم من الفقهاء، ومَن لم يضح بأضحية في وقتها فلا شيء عليه؛ لأنّ أصل الأمر أنّه سنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو غير واجب بحيث لو تركه المسلم يأثم، والله أعلم.[6]

اقرأ أيضاً: هل يجوز الأضحية عن الميت

حكم من نوى الاضحية ولم يضحي

إنّ الأضحية سنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولمّا كانت سنة فإن تركها لا شيء فيه، ولا يأثم فاعله، إلا أن عيّن المسلم الأضحية بأني يشتريها ويقول: “هذه أضحية” فهنا يلزمه أن يضحي بها، ولا يجوز له أبدًا أن يتراجع عنها، أمّا لو اشتراها فقط، ونواها أضحية ولم يقل: “هذه أضحية” فيُمكن أن يتراجع عن ذلك، مثل أن ينوي أن يجعل داره للأوقاف، ثم يرجع عن ذلك، والله أعلم.[15]

اقرأ أيضًا: كم عمر الأضحية من الغنم

حكم الاضحية للحاج

اختلف العلماء في مسألة حكم الأضحية بالنسبة للحاج إلى عدة أقوال هي:[16]

  • الحنفية: ذهب الأحناف إلى عدم وجوب الأضحية بالنسبة للحاج لأنّه مسافر، أمّا أهل مكة، فإنّ الأضحية تجب عليهم ولو حجوا؛ لأنّها بلدهم.
  • المالكية: ذهب أصحاب هذا القول إلى عدم وجوب الأضحية على الحاج؛ لأنّه حاج وليس لأنّه مسافر.
  • الشافعية: ذهب أصحاب هذا القول إلى استحباب الأضحية عمومًا حتى على الحاج، وقد ذكر ابن حزم في ذلك: “وقد حضَّ رسول الله -عليه السلام- على الأضحية فلا يجوز أن يمنع الحاج من الفضل والقربة إلى الله تعالى بغير نص في ذلك”.
  • الحنابلة: ذهب أصحاب هذا الرأي إلى أنّ الأضحية جائزة بالنسبة للحاج، وقد ذكرت عائشة -رضي الله عنها- أَن النبي -صلى الله عليه وسلم- ضحى عن نسائه بمنى في حجة الوداع.

اقرأ أيضًا: هل يجوز صبغ الشعر في عشر ذي الحجة

حكم اهداء الاضحية

يجوز إهداء الأضحية في الشريعة الإسلامية إلى الغير، مثل أن يهدي الولد لأبيه أضحية، فيُضحي بها عن نفسه، وبهذه الطريقة يكون قد ملكه الأضحية، فيُضحي بها كأنّه اشتراها بنفسه، وفعل ذلك جائزاً في الشريعة الإسلامية، والله أعلم.[17]

حكم بيع جلد الاضحية

اختلف العلماء في حكم بيع جلد الأضحية إلى عدة أقوال هي:[18]

  • القول الأول: لا يجوز بيع جلد الأضحية ولا غيره من الأجزاء لا بما ينتفع به في البيت، ولكن يجوز له أن يتصدق به أو أن يهديه أو أن ينتفع به في البيت وهو ما عليه أصحاب المذهب الشافعي والمالكي وهو رواية عن الإمام أحمد.
  • القول الثاني: ذكر الإمام أحمد أنه يجوز للمضحي أن يبيع جلد الأضحية الخاص به.
  • القول الثالث: ذهب أصحاب هذا القول إلى جواز بيع ما شاء من الأضحية، وأن يتصدق بثمنه وهو رأي أصحاب المذهب الحنفي.

اقرأ أيضًا: ما الفرق بين الهدي والأضحية والعقيقة

حكم عدم توزيع الاضحية

اختلف العلماء في حكم عدم توزيع الأضحية إلى قولين:[12]

  • القول الأول: ذهب أصحاب هذا القول من الشافعية والحنابلة إلى عدم جواز ألا يتم توزيع شيء من الأضحية ولو كان أوقية، لقول الله تبارك وتعالى: {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}.[11]
  • القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول من الحنفية والمالكية إلى استحباب الصدقة من الأضحية وعدم وجوب فعل ذلك في الشريعة الإسلامية، فيُمكن له أن يحتفظ بها كلها، ويوسع على أهل بيته والله أعلم.

اقرأ أيضًا: ما يقوله المضحي عند ذبح الأضحية

حكم ذبح الاضحية في الليل

في الإجابة عن سؤال ما حكم ذبح الأضحية ليلا فإنّ جمهور علماء أهل السنة والجماعة على كراهة ذبحها ليلًا، وقد منع الإمام مالك ذبح الأضحية ليلًا وقال بأنّها لا تجزئ، وهو ما قرره الإمام النووي في المجموع، وخير للمسلم أن يأتي بها بعد صلاة العيد في اليوم الأول، والله أعلم.[19]

حكم ذبح الاضحية قبل صلاة العيد

الراجح من أقوال علماء أهل السنة والجماعة أنّ الأضحية قبل صلاة العيد لا تجزئ، فيكون الذبح بعد أداء صلاة العيد مباشرة وله ألا ينتظر حتى انتهاء الخطبة، ويمكن أن يكتفي بانتهاء مسجد واحد من المساجد الصلاة، ولكن الأفضل هو انتظار الخطبتين، ولو كان المضحي ممن لا يطالب أداء صلاة مثل أهل البوادي أو أهل الخيام، فإنّه ينتظر ارتفاع الشمس قدر رمح، وقد ذكر ابن قدامة في الخبر: “والصحيح -إن شاء الله تعالى- أن وقتها في الموضع الذي يصلي فيه بعد الصلاة ‏لظاهر الخبر، والعمل بظاهره أولى. فأما غير أهل الأمصار والقرى فأول وقتها قدر الصلاة ‏والخطبة بعد الصلاة؛ لأنه لا صلاة في حقهم تعتبر، فوجب الاعتبار بقدرها”، والله أعلم.[20]

حكم قص الاظافر قبل الاضحية

اختلف العلماء في مسألة قص الأظافر قبل الأضحية إلى ثلاثة أقوال هي:[8]

  • القول الأول: يستحب لمن أراد أن يضحي ألا يأخذ شيئًا من أظافره، أو من شعره، فلو أخذ فإنّه مكروه له غير محرم كما قال الشافعية.
  • القول الثاني: ذكر الإمام أحمد بن حنبل وجوب عدم الأخذ من الشعر والأظافر للمضحي، ولو فعل ذلك فهو حرام عليه.
  • القول الثالث: ذكر أصحاب المذهب الحنفي والمذهب المالكي إلى أن التوقف عن أخذ شيء من الشعر أو الظفر هو ليس بسنة فهو في حل، وليس في حرم، ولم يحرم عليه اللباس أو الطيب.

حكم اعطاء الجزار من لحم الاضحية

ذكر جمع من علماء أهل السنة والجماعة إلى أنّه لا يجوز أن يأخذ الجزار أجرته من لحم الأضحية؛ لأنّ صفة اللحم غير معلومة، وقد ورد في الخبر عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّه قال: “أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أقوم على بدنه، وأن أتصدق بلحمها وجلودها وأجلتها، وأن لا أعطي الجزار منها، وقال: نحن نعطيه من عندنا”، وقد علق ابن قدامة على الخبر في كتابه المغني: أنّ سبب ذلك لأن دفع جزء منها عوضاً عن الجزارة كبيعه، ولا يجوز بيع شيء منها، والله أعلم.[21]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال ما حكم الاضحية وجميع الأحكام المتعلقة بالأضاحي، وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة، وأضأنا على مجموعة من أحكام الأضاحي التي لا يسع المسلم جهلها.

المراجع

  1. ^ صحيح ابن حبان , ابن حبان، عائشة، 5915، صحيح
  2. ^ dorar.net , المبحث الثَّاني: ذَبحُ الأضْحِيَّةِ , 21/05/2024
  3. ^ islamweb.net , السنة في تقسيم الأضحية , 21/05/2024
  4. ^ islamqa.info , الاشتراك في الأضحية , 21/05/2024
  5. ^ الحج , 34
  6. ^ islamqa.info , تعريف الأضحية وحكمها , 21/05/2024
  7. ^ islamqa.info , لا يستطيع أن يرى الأضحية وهي تذبح , 21/05/2024
  8. ^ islamweb.net , حكم حلق المضحي شعره في العشر الأول من ذي الحجة , 21/05/2024
  9. ^ islamweb.net , هل يجوز الاقتراض للأضحية , 21/05/2024
  10. ^ aliftaa.jo , حكم الأضحية عن الميت والأكل منها , 21/05/2024
  11. ^ الحج , 28
  12. ^ saaid.net , كيفية توزيع الأضحية , 21/05/2024
  13. ^ islamqa.info , هل يستدين لشراء الأضحية؟ , 21/05/2024
  14. ^ islamqa.info , ذبح الأضحية خارج البلد , 21/05/2024
  15. ^ islamqa.info , نوى أن يضحي ثم أراد الرجوع فهل له ذلك ؟ , 21/05/2024
  16. ^ islamqa.info , هل الأضحية واجبة على الحاج؟ , 21/05/2024
  17. ^ islamweb.net , حكم إهداء من لم يضح أضحية إلى والده , 21/05/2024
  18. ^ islamweb.net , حكم بيع جلد الأضحية , 21/05/2024
  19. ^ islamweb.net , حكم ذيح الأضاحي ليلا , 21/05/2024
  20. ^ islamweb.net , أقوال العلماء في من ذبح الأضحية قبل انتهاء خطبة العيد , 21/05/2024
  21. ^ islamweb.net , حكم إعطاء الجزار أجرته من لحم الذبيحة , 21/05/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *