صحة حديث أبي بن كعب عن ليلة القدر

صحة حديث أبي بن كعب عن ليلة القدر

صحة حديث أبي بن كعب عن ليلة القدر التي تعدّ خير الليالي وأفضلها هو ما سيتمّ بيانه في هذا المقال من موقع مقالاتي، فقد جعل الله -تعالى- ليلة القدر خير من ألف شهر؛ فهي الليلة التي نزل فيها القرآن على رسولنا الكريم محمّد -صلى الله عليه وسلّم-، وقد أخبر أنه علم وقتها ثمّ أنسيه، لكن وردت مجموعة من الأحاديث فيها دلالات على ليلة القدر منها أحاديث أبي بن كعب.

صحة حديث أبي بن كعب عن ليلة القدر

حديث أبي بن كعب عن ليلة القدر حديث صحيح أورده الإمام مسلم في صحيحه بلفظين، كما يأتي:

  • الأوّل: (سَمِعْتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ يقولُ: وَقِيلَ له إنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ مَسْعُودٍ يقولُ: مَن قَامَ السَّنَةَ أَصَابَ لَيْلَةَ القَدْرِ، فَقالَ أُبَيٌّ: وَاللَّهِ الذي لا إلَهَ إلَّا هُوَ، إنَّهَا لَفِي رَمَضَانَ، يَحْلِفُ ما يَسْتَثْنِي، وَوَاللَّهِ إنِّي لأَعْلَمُ أَيُّ لَيْلَةٍ هي، هي اللَّيْلَةُ الَّتي أَمَرَنَا بهَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- بقِيَامِهَا، هي لَيْلَةُ صَبِيحَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ في صَبِيحَةِ يَومِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا).[1]
  • الثاني: (سَأَلْتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فَقُلتُ: إنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يقولُ: مَن يَقُمِ الحَوْلَ يُصِبْ لَيْلَةَ القَدْرِ؟ فَقالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ، أَرَادَ أَنْ لا يَتَّكِلَ النَّاسُ، أَمَا إنَّه قدْ عَلِمَ أنَّهَا في رَمَضَانَ، وَأنَّهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، وَأنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، ثُمَّ حَلَفَ -لا يَسْتَثْنِي- أنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، فَقُلتُ: بأَيِّ شَيءٍ تَقُولُ ذلكَ يا أَبَا المُنْذِرِ؟ قالَ: بالعَلَامَةِ -أَوْ بالآيَةِ- الَّتي أَخْبَرَنَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-؛ أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ لا شُعَاعَ لَهَا).[1]

شاهد أيضًا: صحة حديث اربعة لا يغفر لهم ليلة القدر اسلام ويب

شرح حديث أبي بن كعب عن ليلة القدر

يفهم من قول ابن مسعود أنّ المسلم الذي يقوم جميع ليالي السنة سيصيب ليلة القدر بشكل أكيد، وهو لا يعلم أيّ ليلة هي، ويُفهم أيضًا أنّ ابن مسعود يراها مبهمة غير معروفة، ولا تختصّ بشهر رمضان، فعندما سمع ذلك أبي بن كعب -رضي الله عنه- ذلك القول، دعا لابن مسعود بأن يرحمه الله، ثمّ وضّح أنّ ابن مسعود أراد  بقوله أن لا يترك المسلمون قيام الليل، وهم ينتظرون ليلة القدر ليحيوها بالصلاة والقيام، فتذهب الحكمة من إبهامها؛ وهي ترك النّاس في حالة من الاجتهاد في العبادة والقيام لتدارك ليلة القدر.[2]

ثمّ أخبر أبيّ بن كعب أن ابن مسعود يعلم أن ليلة القدر في شهر رمضان، وفي العشر الأواخر تحديدًا، كما أنّه يعلم أنّه في ليلة سبع وعشرين من الشهر الفضيل، وحلف على أنّ ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين من غير أن يقول: (إن شاء الله)، فسأله زِرُّ بنُ حُبَيْشٍ عن دليله في معرفة ليلة القدر، فأجابه أنّ ذلك بالعلامة التي أخبر عنها الرسول -صلى الله عليه وسلّم-، وهي أن الشمس تطلع في صبيحة ليلة القدر نقية لا شعاع لها؛ بحيث ينتشر نورها كما ينتشر نور القمر من غير أشعة ممتدة. مع العلم أنّ ليلة القدر من الأمور المختلف عليها بين العلماء، وهي في الأوتار من العشر الأواخر من رمضان آكد.[2]

شاهد أيضًا: صحة حديث اتاكم رمضان شهر يغشاكم الله فيه

فوائد من حديث أبي بن كعب عن ليلة القدر

يستفاد من الحديث السابق ما يأتي:[2]

  • أخْذ بعض الصحابة بعزائم الأمور لتحقيق مرادهم.
  • إخفاء ليلة القدر عن الناس فيه حكمة؛ وهو أن يجتهد الناس في احتمالها بالإكثار من العبادات.
  • طلوع الشمس في صبيحة ليلة القدر وهي لا شعاع لها من العلامات الدالة عليها.

وفي ختام هذا المقال، نكون قد بيّنا صحة حديث أبي بن كعب عن ليلة القدر من خلال بيان أنّها وردت في صحيح مسلم، ثمّ سلّطنا الضوء على شرح الحديث الشريف وأهم ما يستفاد منه.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم , مسلم، أبي بن كعب، 762، صحيح
  2. ^ dorar.net , حديث أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ عن ليلة القدر , 22/03/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *